الأرصاد العالمية: موجات الحر لم تعد استثناءً بل واقع دائم

مناخ يتبدّل.. وحرارة تتصاعد
لم تعد موجات الحر مجرد فصول عابرة في نشرات الطقس، بل أصبحت سمة دائمة من سمات المناخ العالمي المتغيّر. ومع كل صيف، تسجّل مدن عديدة حول العالم درجات حرارة قياسية، ما دفع منظمة الأرصاد الجوية العالمية (WMO) إلى التحذير من التعامل مع الحرارة كاستثناء، والدعوة إلى التأقلم والتعايش معها كواقع لا مفر منه.
لماذا أصبحت موجات الحر أكثر شدة؟
تشير الدراسات المناخية إلى أن السبب الرئيسي هو الاحتباس الحراري الناتج عن الانبعاثات المستمرة لغازات الدفيئة، ما يؤدي إلى ارتفاع درجات الحرارة العالمية، ويجعل الظواهر الجوية المتطرفة أكثر تواتراً وشدة، وعلى رأسها موجات الحر الطويلة والقاسية.
رسالة منظمة الأرصاد: التأقلم بات ضرورة
من التخفيف إلى التكيّف
تؤكد المنظمة أن التعامل مع تغير المناخ لم يعد يقتصر على خفض الانبعاثات، بل يجب أن يتوازى مع تعزيز قدرة المجتمعات على التأقلم، عبر:
-
أنظمة إنذار مبكر فعالة للتنبؤ بموجات الحر.
-
خطط صحية وطنية لحماية الفئات الأكثر ضعفاً.
-
تصميم مدن أكثر برودة عبر المساحات الخضراء ومواد البناء العاكسة للحرارة.
كيف تتعايش مع الحر الشديد؟ دليل عملي من الخبراء
1. حافظ على برودة الجسم والمنزل
-
اشرب الماء بانتظام حتى دون الشعور بالعطش.
-
ارتدِ ملابس خفيفة وفاتحة اللون.
-
تجنب الخروج في ساعات الظهيرة.
-
أغلق الستائر في النهار وافتح النوافذ ليلاً.
-
استخدم الاستحمام بالماء البارد لخفض حرارة الجسم.
2. انتبه للفئات الأكثر ضعفاً
-
كبار السن، الأطفال، ومرضى الأمراض المزمنة أكثر عرضة لمخاطر الحر.
-
لا تترك أي طفل أو حيوان داخل سيارة متوقفة ولو لدقائق.
3. تعرّف على أعراض الخطر
-
الإجهاد الحراري: دوار، تعرّق، شحوب، صداع. عالج بالراحة والترطيب.
-
ضربة الشمس: حرارة تفوق 40 مئوية، جفاف، ارتباك أو فقدان وعي. الحالة طارئة وتتطلب إسعافًا فوريًا.
التعايش ضرورة لا رفاهية
إن حماية أنفسنا من الحرّ الشديد أصبحت أولوية صحية يومية، لا تقل أهمية عن جهود حماية البيئة من آثار التغير المناخي. نحن بحاجة إلى تغيير نمط حياتنا والبنية التحتية لمدننا، لنواكب هذا الواقع الجديد ونتكيف معه بأقل الخسائر.