حقل بارس الجنوبي.. العملاق الإيراني في مرمى الاستهداف الإسرائيلي

حقل بارس الجنوبي.. العملاق الإيراني في مرمى الاستهداف الإسرائيلي

يُعد حقل بارس الجنوبي أكبر حقل غاز طبيعي في إيران، ويقع في محافظة بوشهر جنوب البلاد. ويمثل النصف الإيراني من أضخم حقل بحري للغاز الطبيعي في العالم، تتقاسمه إيران وقطر في مياه الخليج العربي. ويُعرف الجزء القطري من الحقل باسم “غاز الشمال”.

الموقع والأهمية الجيولوجية

يمتد الحقل على مساحة إجمالية تُقدّر بـ9700 كيلومتر مربع، منها 3700 كلم² تقع ضمن الحدود الإيرانية و6000 كلم² في الجانب القطري. وتُقدّر احتياطاته القابلة للاستخدام بنحو 1800 تريليون قدم مكعب من الغاز، أي ما يكفي لتغطية احتياجات العالم من الغاز لمدة 13 سنة.

بدايات الاكتشاف والتطوير

اكتشف الجانب القطري الحقل عام 1971، بينما اكتشفته إيران عام 1990، وبدأت تطويره فعليًا عام 1996، قبل أن يبدأ الإنتاج الفعلي في 2002. تولّت شركة النفط الوطنية الإيرانية تطوير الحقل عبر شركة “نفط وغاز بارس”، وأنشأت 13 مصفاة لمعالجة الغاز المستخرج.

دور استراتيجي في الاقتصاد الإيراني

يُقدّر حجم الغاز القابل للاستخراج في الجانب الإيراني بنحو 14 تريليون متر مكعب، ويُنتج الحقل نحو 1.5 مليون متر مكعب يوميًا، يُخصص معظمه للاستهلاك المحلي، خاصةً في محطات الكهرباء والصناعات الثقيلة.

كما ينتج الحقل مواد أخرى عالية القيمة مثل الإيثان، والبروبان، والبيوتان، والمكثفات الغازية، التي تُستخدم في الصناعات البتروكيميائية. ويسهم بارس الجنوبي بأكثر من 40% من إمدادات الغاز الإيراني.

التحديات والعقوبات

واجه تطوير الحقل عوائق عديدة بسبب العقوبات الأميركية المتكررة، خاصة بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي في 2018. حينها، انسحبت شركة “توتال” الفرنسية من تطوير المرحلة 11 من الحقل، تلتها شركة البترول الوطنية الصينية.

وفي أكتوبر 2018، تولّت إيران تطوير المشروع ذاتيًا بمساعدة خبرائها المحليين، وجرى تدشين المرحلة النهائية منه في أغسطس 2023، على يد الرئيس الراحل إبراهيم رئيسي.

ضربة إسرائيلية تهدد أمن الطاقة

في 13 يونيو 2025، تعرض حقل بارس الجنوبي لضربة إسرائيلية مباشرة ضمن عملية “الأسد الصاعد”، ما أدى إلى اندلاع حريق واسع في منشآته، وفق ما أوردته وكالة “تسنيم”. وتم تعليق إنتاج الغاز في جزء من الحقل نتيجة الهجوم، في أول استهداف مباشر للبنية التحتية للطاقة جنوب إيران.

مشاركة