حليب الحمير في ألبانيا: من “ذهب أبيض” إلى مستحضرات التجميل

حليب الحمير في ألبانيا: من “ذهب أبيض” إلى مستحضرات التجميل

حليب الحمير في ألبانيا: سر الجمال والصحة

في منطقة جيروكاستر الألبانية، تروي المزارعة فاتيكو باشا قصة فريدة من نوعها في عالم الزراعة والإنتاج الطبيعي. وتحت إشرافها، تُحلب حمارتها “ليزا” برفق، وتؤكد أن “حليب الحمير له طعم الحب”، ليصبح هذا الحليب واحداً من أغلى أنواع الألبان في العالم.

تاريخ حليب الحمير وفوائده

حليب الحمير، الذي يعود تاريخه إلى آلاف السنين، ارتبط بالخصائص الجمالية والطبية منذ العصور القديمة. ويقال إن كليوباترا كانت تستخدمه للاستحمام للحفاظ على شبابها وجمالها. وفي العصر الحديث، يُعتبر حليب الحمير علاجاً طبيعياً مفيداً للجهاز التنفسي، الحساسية، والجهاز المناعي، وهو خيار مفضل للأطفال.

إنتاج حليب الحمير في ألبانيا

خلال جائحة “كوفيد-19″، قررت فاتيكو وزوجها البدء في تربية الحمير على مزرعتهما في جنوب ألبانيا. ومع مرور الوقت، أصبح حليب الحمير جزءاً من الأسواق المحلية والدولية، حيث يصل إلى ألبانيا، مقدونيا الشمالية، مونتينيغرو، واليونان. في نهاية عام 2024، أصبحت الأسرة تمتلك 30 أنثى حمار و4 ذكور، مع توقعات لزيادة الأعداد في المستقبل القريب.

“ذهب أبيض” بسعر مرتفع

حليب الحمير نادر جداً، إذ لا ينتج عن كل حمار أكثر من نصف لتر في اليوم. وتصل أسعار هذا الحليب إلى ما بين 52 و63 دولارًا للتر الواحد، مما يجعله يُعتبر “ذهباً أبيض” بسبب قيمته العالية. يُستخدم حليب الحمير لإنتاج مجموعة متنوعة من المنتجات مثل الجبن، اللبن الرائب، ومصل اللبن.

أغلى جبن في العالم

يعد جبن الحمير من أغلى أنواع الجبن في العالم، حيث يتطلب إنتاج كيلوغرام واحد من الجبن حوالي 25 لترًا من حليب الحمير. يصل سعر هذا الجبن إلى حوالي 1049 دولارًا للكيلوغرام، ويمكن أن يصل إلى أكثر من 1573 دولارًا في الأسواق. ويُعتبر هذا الجبن من المكونات الأساسية في بعض المطاعم الفاخرة، خاصة في فرنسا.

استخدام حليب الحمير في مستحضرات التجميل

لم يتوقف استخدام حليب الحمير عند الطعام فقط، بل تم استخدامه في صناعة مستحضرات التجميل. فالصيدلانية فابجولا ميسي تواصل استخدام حليب الحمير لصنع كريمات ترطيب البشرة، مما أكسب منتجاتها شهرة واسعة في السوق الألباني. وقد أصبحت هذه المنتجات شائعة في السنوات الأخيرة، مع طموح فابجولا في تصديرها إلى الأسواق العالمية.

حليب الحمير، الذي كان يُعرف بفوائده الصحية والجمالية منذ العصور القديمة، يستمر في إثبات قيمته في العصر الحديث. من خلال تطبيقاته المتنوعة، سواء كانت غذائية أو تجميلية، يعكس حليب الحمير قدرة الطبيعة على تقديم حلول فريدة تحسن من صحة الإنسان وجماله.

 

تابعونا على التليكرام

مشاركة