حملة تركية مثيرة للجدل.. قياسات وزن في الشوارع لمحاربة السمنة!

قياسات جماعية لـ10 ملايين مواطن في الأماكن العامة
أطلقت وزارة الصحة التركية حملة وطنية واسعة تحت شعار “اعرف وزنك، عش بصحة”، تهدف إلى مكافحة السمنة وتحفيز المواطنين على تبني نمط حياة صحي، من خلال قياس مؤشر كتلة الجسم (BMI) لنحو 10 ملايين شخص في الأماكن العامة بمختلف المدن التركية، حتى تاريخ 10 يوليو/تموز 2025.
مشاركة ميدانية شاملة في 81 مقاطعة
تُنفذ الحملة في جميع المقاطعات الـ81 لتركيا، ويقوم موظفو الصحة بقياس الطول والوزن للمارة في الساحات العامة، مراكز التسوق، محطات الحافلات، الملاعب وغيرها من المواقع الحيوية. وفي حال أظهرت النتائج أن مؤشر كتلة الجسم للفرد يبلغ 25 أو أكثر، يتم توجيهه إلى مراكز الصحة العائلية أو مراكز الحياة الصحية لتلقي استشارات غذائية مجانية ومتابعة طبية دورية.
خلفية صحية مقلقة
تستند الحملة إلى بيانات منظمة الصحة العالمية لعام 2023، والتي أشارت إلى أن نحو 30% من سكان تركيا يعانون من السمنة، ما يجعل من هذه الظاهرة تحديًا صحياً وطنياً يهدد قطاعات متعددة، أبرزها النظام الصحي والاقتصاد العام.
حملة توعوية أم إحراج علني؟
رغم أهدافها الصحية، أثارت الحملة جدلًا واسعًا في الأوساط الشعبية ووسائل التواصل الاجتماعي، حيث اعتبر كثيرون أن قياس الوزن والطول في الأماكن العامة ينتهك الخصوصية الشخصية، وقد يتسبب بالإحراج، خاصة لفئات عمرية معينة أو للنساء.
كما لفت منتقدون إلى أن الحملة تتجاهل العوامل الاقتصادية التي تؤثر على خيارات الغذاء ونمط الحياة، مؤكدين أن التضخم وارتفاع أسعار المواد الغذائية يحولان دون قدرة الكثيرين على الالتزام بنظام غذائي صحي.
الوزير في دائرة القياس.. ويقر بالوزن الزائد
وفي لفتة لاقت تفاعلًا، كشف وزير الصحة التركي، كمال مميش أوغلو، أنه خضع للقياس ضمن الحملة في العاصمة أنقرة، وأظهرت النتيجة تصنيفه ضمن فئة الوزن الزائد، معلنًا أنه سيبدأ بالمشي يوميًا كخطوة لتحسين صحته.
التحدي الاقتصادي في الخلفية
تُقام الحملة في ظل تحديات اقتصادية كبيرة تواجهها تركيا، حيث بلغ معدل التضخم السنوي حوالي 38%، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى أغذية صحية ومتوازنة لدى نسبة واسعة من المواطنين.