دعا مولوي عبد الحميد إسماعيل زهي، أبرز رجل دين سني في إيران، السلطات الإيرانية إلى الدخول في مفاوضات “جادة وصادقة” مع الولايات المتحدة وأوروبا، بهدف تفادي العقوبات القاسية وخطر الحرب المتزايد. جاءت دعوته خلال خطبة الجمعة بتاريخ 24 يناير في مدينة زاهدان، عاصمة إقليم بلوشستان جنوب شرقي إيران.

التفاوض أو مواجهة المزيد من العقوبات

في خطبته، أكد مولوي عبد الحميد أن على إيران تعديل سياساتها لتواكب المستجدات الإقليمية والدولية، مشددًا على ضرورة التحرك بجدية نحو التفاوض لتجنب تداعيات العقوبات التي وصفها بأنها تُخطط بشكل مكثف ضد البلاد. وأضاف أن هذه العقوبات تؤثر بشدة على الشعب الإيراني، مشيرًا إلى أن قلة قليلة تستفيد منها بينما يعاني الأغلبية الساحقة من آثارها الاقتصادية المدمرة.

الفساد الاقتصادي ومطالب بالتغيير

انتقد مولوي عبد الحميد الوضع الاقتصادي في إيران، مسلطًا الضوء على انتشار الفساد والاختلاس، ودعا الحكومة إلى تبني برامج إصلاحية ووضع آليات للحد من استنزاف الموارد الوطنية ووقف التجاوزات.

إيران على مفترق طرق دبلوماسي

تأتي هذه الدعوات في ظل توترات متزايدة بين إيران والولايات المتحدة، خاصة بعد سياسة “الضغط الأقصى” التي تبنتها إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب. ورغم المؤشرات التي أظهرت استعدادًا إيرانيًا للتفاوض في مراحل سابقة، وصف المرشد الإيراني علي خامنئي تلك التحركات بأنها تستند إلى تصورات خاطئة بأن إيران في موقف ضعف.

رسائل طهران إلى الغرب

رغم التصعيد في الخطاب الرسمي، كانت هناك رسائل متناقضة من طهران حول استعدادها للتفاوض، إذ أعرب مسؤولون سابقًا عن رغبة في البحث عن حلول دبلوماسية، إلا أن الظروف الإقليمية وتعقيدات المشهد الداخلي جعلت الأمر أكثر صعوبة.

نحو اتفاق نووي جديد؟

التطورات الأخيرة، بما في ذلك ضعف الحلفاء الإقليميين لإيران مثل نظام بشار الأسد وحزب الله، قد تُجبر طهران على إعادة النظر في خياراتها، وربما التوجه إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق نووي جديد بشروط أكثر صرامة.

تظل دعوة مولوي عبد الحميد بمثابة تحذير داخلي قوي للحكومة الإيرانية، ودعوة للعمل قبل تفاقم الأوضاع الاقتصادية والسياسية بشكل يهدد استقرار البلاد.

تابعونا على التليكرام