أثارت شركة “Mechanize” الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي موجة من الجدل والانتقادات، عقب انطلاقها في وادي السيليكون، بسبب مهمتها المعلنة التي وصفها البعض بأنها تهدد مستقبل اليد العاملة البشرية.

ففي يوم الخميس الماضي، أعلن تاماي بيسير أوغلو، الباحث المعروف في مجال الذكاء الاصطناعي ومؤسس الشركة، أن هدف “ميكانيز” هو الأتمتة الكاملة لكل الأعمال والاقتصاد، في خطوة تهدف إلى استبدال كل عامل بشري بوكيل ذكاء اصطناعي. هذا الإعلان أثار موجة من الغضب على منصات التواصل، خاصة منصة “إكس” (تويتر سابقًا).

وبحسب تقرير لموقع “TechCrunch” المتخصص في شؤون التكنولوجيا، تخطط “ميكانيز” لتوفير البيانات والتقييمات والبيئات الرقمية التي تمكّن من أتمتة أي وظيفة يمكن تنفيذها خلف شاشة حاسوب.

وفي توضيحه، أشار بيسير أوغلو إلى أن تركيز الشركة في الوقت الحالي ينصبّ على الوظائف المكتبية، وليس الوظائف اليدوية التي تتطلب تدخلاً فيزيائياً أو استخدام الروبوتات.

اللافت أن بيسير أوغلو حدد السوق المستهدفة لشركته بجمع إجمالي الأجور التي يتقاضاها البشر حالياً في جميع القطاعات، ما يعكس طموحًا واسع النطاق في الاستحواذ على سوق العمل عبر الأتمتة.

وقد جاءت ردود الأفعال سلبية في معظمها، إذ علّق أحد المستخدمين على “إكس” بالقول: “أتمتة معظم الأعمال البشرية تُعد بالفعل جائزة ضخمة للشركات، ولهذا السبب تسعى إليها كبرى المؤسسات العالمية. لكن في المقابل، فإنها ستكون خسارة كبيرة لمعظم البشر“.

تأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي تصاعدًا كبيرًا في تأثيرها على سوق العمل، وسط تحذيرات من مؤسسات عالمية، من بينها الأمم المتحدة، بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على أكثر من 40% من الوظائف حول العالم.