نهب المتحف الجيولوجي في السودان وتدمير معلومات فنية وتاريخية نادرة

فقدان نيازك نادرة ومعلومات تعود لأكثر من قرن
كشفت الهيئة العامة للأبحاث الجيولوجية، الذراع الفني لوزارة المعادن السودانية، عن تعرض المتحف الجيولوجي التابع لها للنهب الكامل، ما أدى إلى فقدان مقتنيات علمية نادرة، تشمل نيازك تحتوي على عناصر أرضية نادرة، إلى جانب احتراق ما تبقى من المعروضات.
وأوضح مدير الهيئة، أحمد هارون التوم، أن النيازك التي نهبت تزن نحو طن و10 كيلوغرامات وتحتوي على نسب عالية من الحديد والنيكل، بالإضافة إلى عناصر نادرة مثل اليوتيريوم والثوريوم والتيتانيوم. واعتبر أن قيمتها العلمية تفوق قيمتها المادية، حيث كان المتحف قبلة لطلاب وباحثي علوم الأرض.
ضياع أرشيف الدولة الجيولوجي
أكد التوم أن المتحف احتوى على معلومات تاريخية خاصة بموارد السودان من معادن وبترول ومياه، وكانت محفوظة بشكل ورقي في مركز معلومات الهيئة، لكنها فقدت بالكامل نتيجة الحريق والنهب الذي طال مقر الهيئة.
سرقة وتدمير معامل ومعدات حيوية
أشار التوم إلى أن الهيئة فقدت أيضًا معدات وآليات ثقيلة، وماكينات حفر ومعمل الاستخلاص المعدني، التي كانت في الورشة المركزية بمدينة بحري، كما تم نهب وتدمير جميع المعامل التابعة للهيئة في الخرطوم، بجوار القصر الجمهوري، والتي كانت تخدم قطاع التعدين الوطني.
تدمير البنية التحتية للبحث العلمي
ومن بين المعامل المدمرة، معمل الجيوتقنية الذي كان يختص بدراسة التربة وإنشاء السدود والجسور، وقد فُقدت جميع الدراسات التي أجريت فيه. وبيّن التوم أن إعادة تأهيل هذه المعامل يحتاج إلى جهود تفوق إمكانيات الوزارة والهيئة.
إرث معلوماتي منذ عام 1905 مهدد بالضياع
تعود أبحاث الهيئة إلى عام 1905، وكانت تقوم بدور محوري في تقييم الموارد الطبيعية بالسودان، بما في ذلك المعادن الثمينة والنادرة. وقال التوم إن الحرب الأخيرة قضت على هذا الإرث العلمي.
الاتهامات والتهريب
يذكر أن الحرب التي اندلعت في أبريل/نيسان 2023، تسببت في فقدان متاحف وهيئات علمية لمقتنياتها، واتهمت الحكومة السودانية قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن تدميرها ونهبها، بما في ذلك المتحف القومي، الذي تم تهريب جزء من محتوياته إلى دول مجاورة، معتبرةً ما جرى جريمة حرب.