تحذير من الاقتصاد الريعي ومجتمع استهلاكي هش

حذّر الخبير الاقتصادي العراقي محمد الحسني، اليوم الأربعاء، من استمرار اعتماد العراق على الاقتصاد الريعي، مشيراً إلى أن هذا النموذج الاقتصادي “ينتج مجتمعاً استهلاكياً” ويُضعف القاعدة الإنتاجية الوطنية، ويؤدي إلى هيمنة قطاع الاستيراد وتراجع الصناعات التحويلية.

دعوة إلى تنشيط قطاعات الإنتاج

وأكد الحسني، على ضرورة تحرك الحكومة العراقية لتطوير قطاعات الإنتاج الصناعي والزراعة المتنوعة، من أجل تنشيط التجارة الخارجية وزيادة الإيرادات المالية، بما يساهم في دعم الدخل القومي وتعزيز خزينة الدولة.

النفط يهيمن على الإيرادات: 91% من دخل الموازنة

وكشفت وزارة المالية العراقية، في جداول حسابات الربع الأول من العام 2025، أن حجم الإيرادات منذ كانون الثاني حتى آذار تجاوز 27 ترليون دينار، منها 91% جاءت من النفط، ما يعزز الطابع الريعي للاقتصاد الوطني.

وبلغ إجمالي الإيرادات 27 ترليوناً و248 ملياراً و764 مليوناً دينار، مقابل نفقات وصلت إلى 26 ترليوناً و662 ملياراً دينار. وسجلت الإيرادات النفطية وحدها أكثر من 24 ترليون دينار، بينما لم تتجاوز الإيرادات غير النفطية حاجز 2.3 ترليون دينار.

أزمات تاريخية وسياسية تعيق الإصلاح

من جانبه، أوضح مظهر محمد صالح، مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، في تصريحات سابقة، أن جذور الريعية تعود إلى الحروب والحصار الاقتصادي والصراعات السياسية، مشدداً على أن اعتماد الدولة على النفط فقط يجعلها عرضة لأزمات السوق العالمية، ويؤدي إلى اللجوء المتكرر للاستدانة وسوء إدارة الموارد.