أطعمة ومشروبات إذا تناولتها فأنت تحافظ على صحة جزء حيوي في جسدك
توصَّل بحث جديد أجراه علماء في شركة زوي (Zoe) للتغذية الشخصية إلى أن كوباً من القهوة يمثل واحداً من أسرار سلامة الأمعاء، إذ تلعب دوراً كبيراً في تعزيز البكتريا المفيدة لجسم الإنسان، فضلاً عن وجود أطعمة أخرى يُعد تناولها مفيداً للغاية للحفاظ على الأمعاء التي تؤدي دوراً حيوياً في حياة البشر.
تُعد الأمعاء بمثابة ساحة معركة للبكتيريا، وفيها تتقاتل البكتيريا المفيدة والأخرى الضارة، وداخل هذه البيئة تصنع هذه العضويات الدقيقة مركبات مضادة للالتهابات، والتي ثبت أنها تساعد في كل شيء بدءاً من تنظيم جهاز المناعة وانتهاءً بالهضم.
هذه البكتيريا المفيدة في الأمعاء، التي يغذيها ويحافظ عليها الطعام الذي نتناوله، توفر حماية قوية، وكشف البحث الجديد لشركة زوي التي يديرها أستاذ علم الأوبئة الوراثية في كلية كينغز في لندن، معلومات جديدة مهمة عن إمكانات هذه العضويات في تعزيز صحتنا.
تُشير صحيفة The Times البريطانية التي تحدثت عن الدراسة في تقرير، الثلاثاء 26 سبتمبر/أيلول 2023، إلى أنه في السابق حدد الباحثون 30 نوعاً رئيسياً من البكتريا المرتبطة بالصحة والنظام الغذائي، ولكن باستخدام برنامج متطور في تحليل الحمض النووي في شكل “تسلسل ميتاجينومي”، أنتج فريق زوي الخريطة الأكثر تفصيلاً ودقة لبكتيريا الأمعاء حتى الآن.
الدكتورة فريدريكا أماتي، عالمة التغذية في فريق زوي، قالت إن القهوة السوداء لم تكن من العناصر المتوقعة في عالم صحة الأمعاء، ولكن تبين أن لها علاقة قوية جداً بتعزيز البكتريا المفيدة.
توضح ورقة بحثية سينشرها فريق زوي العام المقبل، مدى أهمية القهوة لهذه العضويات الدقيقة، لكنها تنصح بشرب القليل من من القهوة يومياً، وقالت: “يمكنك معرفة إن كان الشخص يشرب القهوة حين تفحص عينة من عضويات أمعائه. وهي مرتبطة بدرجة كبيرة جداً بالبكتيريا المفيدة في الأمعاء“.
أضافت أماتي أن “القهوة بشكل عام مفيدة للأمعاء، ورغم أنه قد توجد فروق ضئيلة في الفوائد بين القهوة الطازجة والقهوة المعلبة المنتجة بكميات كبيرة، فإنه لا توجد اختلافات كبيرة بين أصنافها“.
لفتت إلى أن كثيرين يتصورون أن القهوة المجففة بالتجميد ليست مفيدة، “ولكنها في الواقع كذلك، وبسبب عملية التجفيف بالتجميد، تظل مادة البوليفينول الموجودة في القهوة سليمة، لذا فالنسكافيه التقليدي وما شابهه لا بأس به“.
تنصع أماتي بتطبيق “القاعدة الذهبية”، وهي أن تتجنب السكر أو العصائر غير الصديقة للأمعاء، وأوضحت أنه تم اكتشاف 4993 بكتيريا جديدة لم يصادفها أحد من قبل، والكثير منها لم تُمنح أسماء بعد، ولكن من المرجح أن يكون تأثيرها كبيراً على صحتنا وقدرتنا على درء المرض.
بمعرفة هذه التفاصيل، أصبح فريق البحث قادراً على التعمق في معلومات لم يكن من الممكن الوصول إليها سابقاً، مثل الأطعمة التي من المرجح أن تسبب تكاثر هذه البكتيريا المفيدة.
فوائد الشوكولاتة الداكنة
كذلك فإنه بالإمكان تناول الشوكولاتة بكميات معتدلة دون الشعور بالذنب شريطة أن تكون داكنة، وهنا تقول أماتي: “بعض بكتيريا الأمعاء المفيدة تحب الشوكولاتة الداكنة وهذا خبر سعيد. فقد سجلت درجات عالية جداً في المقاييس الصحية بفضل محتواها العالي من مضادات الأكسدة- بعض الأنواع تحوي مضادات أجسدة تفوق ما يحويه النبيذ الأحمر أو الشاي الأخضر- والألياف التي تحويها أيضاً“.
يحتوي متوسط 100 غرام من الشوكولاتة الداكنة بنسبة 70% من الكاكاو على حوالي 11 غراماً من الألياف، التي تهضمها بكتيريا الأمعاء لتتكاثر، إلى جانب العناصر الغذائية المقاومة للأمراض مثل الحديد والمغنيسيوم والنحاس، وكذلك المنغنيز والكالسيوم والبوتاسيوم والزنك.
المكسرات والبذور غير المملحة
تقول أماتي إن اللوز والمكسرات والبذور الأخرى، بشرط أن تكون غير مملحة، تساعد أيضاً في تنظيم امتصاص العناصر الغذائية في الأمعاء والحفاظ على توازن جهاز المناعة.
أضافت أن المكسرات “تحتوي على الألياف والأحماض الدهنية غير المشبعة والبوليفينول التي تحبها ميكروبات الأمعاء بالإضافة إلى العناصر الغذائية المهمة مثل فيتامين هـ والمغنيسيوم والسيلينيوم”، وتنصح الدراسات الجديدة بتناول مجموعة متنوعة من الجوز وجوز البقان وبذور دوّار الشمس والفستق.
بحسب أماتي أيضاً، فإن “هنالك الكثير أيضاً من الأدلة على أن زيادة تناول الفاكهة تحمي الأمعاء والصحة. فالفاكهة تحتوي على سكر طبيعي لكن جرعة السكر التي تحويها لا تمثل مشكلة حين تفكر في الألياف والبوليفينول والمواد المغذية التي تحصل عليها أيضاً“.
تضيف أماتي أن الفاكهة تساعد أيضاً على استمرار الشعور بالشبع طوال اليوم، وهي وجبة خفيفة أفضل بكثير مما يعتقده كثيرون بشرط تناولها كاملة. وتقول إن “عصائر الفاكهة ليست بالضرورة الأفضل لأمعائك ومن الأفضل تجنبها. لكن تناول فواكه مثل التوت والتفاح والفواكه الأخرى سيكون مفيداً”.