في مثل هذا اليوم.. إديسون يعرض المصباح الكهربائي لأول مرة عام 1879

تمر اليوم، 21 تشرين الأول/أكتوبر، الذكرى التاريخية لعرض المصباح الكهربائي لأول مرة عام 1879، على يد العالم والمخترع الأمريكي توماس إديسون، الذي لم يكن مجرد مبتكر عادي، بل أحد أعظم العقول في تاريخ البشرية، إذ امتلك 1093 براءة اختراع أمريكية إلى جانب العديد من البراءات في فرنسا وألمانيا.
بداية النور بعد محاولات فاشلة
بعد سلسلة طويلة من التجارب الفاشلة، نجح إديسون وفريقه في عام 1879 في ابتكار أول مصباح كهربائي عملي قابل للاستخدام التجاري، مستخدمين خيطًا قطنيًا متوهجًا داخل أنبوب زجاجي مفرغ من الهواء، وتمكن المصباح من الإضاءة لمدة 40 ساعة متواصلة.
لم يكن إديسون أول من اخترع المصباح، لكنه كان أول من جعله عمليًا واقتصاديًا وقابلًا للإنتاج الصناعي الواسع، بعد أن فشل مخترعون قبله مثل:
همفري ديفي، جيمس بومان ليندسي، هنري وودوارد، ماثيو إيفانز، موسى فارمر، وويليام سوير، وجوزيف سوان، وهينريك جوبل.
إذ كانت محاولاتهم السابقة قصيرة العمر، مرتفعة التكلفة، وتستهلك طاقة كبيرة، ما جعلها غير قابلة للاستخدام التجاري.
من التجربة إلى الصناعة
في عام 1879، تمكن إديسون من إنتاج مصباح ذي مقاومة عالية يدوم مئات الساعات، ما مثّل نقطة تحول في تاريخ البشرية.
ورغم أن فكرة الإضاءة الكهربائية تعود إلى أليساندرو فولتا عام 1800 عندما عرض أول سلك متوهج، فإن الفضل الحقيقي لإديسون كان في تحويل الفكرة إلى واقع تجاري قابل للتطبيق.
إديسون لم يكتفِ بابتكار المصباح، بل أنشأ نظامًا متكاملًا لتوليد وتوزيع الكهرباء، ما جعل الإضاءة الكهربائية تدخل المنازل والمصانع وتغيّر نمط الحياة بشكل جذري.
براءة اختراع نظام توزيع الكهرباء
في عام 1880، حصل إديسون على براءة اختراع نظام توزيع الكهرباء، الذي مكّن من الاستفادة الفعلية من المصباح الكهربائي على نطاق واسع.
وفي يناير 1882، افتتح أول محطة لتوليد الطاقة البخارية في جسر هولبورن – لندن، ثم تبعها في عام 1887 إنشاء 121 محطة كهربائية لإديسون في الولايات المتحدة، تعمل بنظام التيار المستمر (DC) لتزويد العملاء بالكهرباء.
إرث إديسون الذي لا ينطفئ
لم يكن المصباح مجرد اختراع، بل ثورة إنسانية وضعت الأساس لعصر الصناعة والحداثة.
بفضل إديسون، تحولت الليالي إلى نهارٍ صناعي، وأصبح الضوء رمزًا للتقدم والابتكار والقدرة البشرية على تحدي الظلام.