كركوك تقلص خطتها الزراعية لأقل من النصف بسبب أزمة المياه
أعلنت مديرية زراعة كركوك، اليوم الجمعة، عن تقليص الخطة الزراعية لمحصول القمح إلى 410 آلاف دونم فقط، بعد أن كانت أكثر من مليون دونم في الموسم الماضي، وذلك نتيجة شحّ المياه وتراجع الخزين المائي في المحافظة.
خفض المساحات المزروعة
وقال مدير زراعة كركوك عصام سلمان إن الخطة الأصلية التي رفعتها المديرية إلى وزارة الزراعة تضمنت مليوناً و14 ألف دونم، إلا أن الوزارة صادقت على زراعة 410 آلاف دونم فقط، بالتنسيق مع وزارة الموارد المائية، بعد مراجعة خطط توزيع المياه في عموم المحافظة.
وأوضح أن القرار جاء تماشياً مع الواقع المائي الحالي، حيث تم استبعاد نحو 190 ألف دونم تقع ضمن منظومات الري التي تعتمد على واردات نهر الزاب والمياه السطحية، بسبب انخفاض مناسيب الأنهار والسدود وتراجع الأمطار بشكل كبير.
أسباب التقليص
وأشار سلمان إلى أن شحّ الأمطار وارتفاع درجات الحرارة خلال شهري أيلول وتشرين الأول تسببا في انخفاض الخزين المائي المتاح للزراعة، مؤكداً أن الوزارة فضّلت تأمين مياه الشرب والحفاظ على الخزين الاستراتيجي على حساب توسيع الرقعة الزراعية.
وأضاف أن المناطق المشمولة بالخطة الجديدة تتركز في داقوق، الرياض، الحويجة، العباسي، الزاب، والرشاد، كونها تعتمد على أنظمة ريّ ثابتة أو مشاريع مائية محلية تضمن استمرارية تزويد المياه.
خطة بديلة للموسم الحالي
وأكد مدير الزراعة أن المديرية ستعمل على تطبيق الخطة بدقة ومتابعة توزيع المياه والبذور والأسمدة والمبيدات بنظام الحصص المحددة، لضمان نجاح الموسم وتقليل الخسائر للمزارعين.
كما أشار إلى أن الوزارة وجّهت بتقديم دعم فني وإرشادي للمزارعين في المناطق المشمولة بالخطة، لتعويض النقص في المساحات عبر رفع الإنتاجية وجودة المحاصيل.
تحديات بيئية ومناخية
وبيّن سلمان أن تقليص الخطة الزراعية يعكس حجم التحديات المناخية التي تواجهها كركوك وسائر المحافظات العراقية، نتيجة تغير المناخ وارتفاع درجات الحرارة وتراجع معدلات الأمطار، ما أدى إلى تراجع الزراعة الديمية (البعلية) بشكل ملحوظ.
ودعا إلى اعتماد سياسات مائية وزراعية مستدامة، والتوسع في استخدام أنظمة الري الحديثة بالتنقيط والرشّ بدلاً من الطرق التقليدية لتقليل الهدر وضمان استدامة الإنتاج الزراعي.
أهمية كركوك الزراعية
وتُعد محافظة كركوك من أهم المحافظات المنتجة لمحصول القمح في العراق، إذ تسهم سنوياً بنسبة كبيرة من الإنتاج الوطني للحبوب، غير أن موجات الجفاف المستمرة خلال السنوات الثلاث الأخيرة أثّرت بشكل مباشر على قطاعها الزراعي وهددت استمرارية الإنتاج.

