أطعمة يُعتقد أنها تجلب الحظ في بلدان مختلفة.. من العدس إلى السمك الكامل

أطعمة يُعتقد أنها تجلب الحظ في بلدان مختلفة.. من العدس إلى السمك الكامل

الطعام.. أكثر من مجرد وجبة

في ثقافات كثيرة حول العالم، لا يُنظر إلى الطعام فقط على أنه وسيلة للشبع، بل يُحاط بمعتقدات وأساطير ترسّخت في الوعي الجمعي، تجعله جزءًا من طقوس الحظ والبركة والرزق. وتزداد هذه المعتقدات حضورًا في المناسبات مثل رأس السنة أو حفلات الزفاف أو بداية المشاريع، حيث يختار الناس أطعمة معينة يأملون أن تجلب لهم الحظ السعيد. في هذا المقال، نستعرض أبرز هذه الأطعمة التي تُؤكل باعتقاد شعبي أنها تجلب الحظ، حسب تقاليد عدد من الشعوب.

العدس في إيطاليا.. رمزية المال والثراء

في إيطاليا، يُعد طبق العدس تقليدًا أساسيًا في ليلة رأس السنة، حيث يُعتقد أن حبوب العدس الصغيرة تشبه العملات المعدنية، مما يرمز إلى الثروة والازدهار المالي. غالبًا ما يُقدم العدس مع النقانق كتعبير عن رغبة في عام غني ومليء بالفرص الاقتصادية.

السمك الكامل في الصين.. رمز للوفرة

في الثقافة الصينية، يُقدم السمك الكامل خلال الاحتفالات الكبرى وخاصة في رأس السنة الصينية. الكلمة الصينية “يو” التي تعني “سمك” تشبه لفظ “الوفرة”، ولهذا يُعتقد أن تقديم سمكة كاملة يجلب وفرة وخيرًا متواصلًا. كما يُفضل أن يُقدّم السمك دون تقطيعه، حفاظًا على رمزية الاكتمال.

العنب في إسبانيا.. 12 حبة لـ 12 أمنية

في إسبانيا، مع دقات الساعة الأخيرة من السنة، يأكل الناس 12 حبّة عنب، واحدة مع كل دقة، في طقس شائع يرمز إلى الأمنيات الاثني عشر للسنة المقبلة. من ينجح في التهام الحبات كلها قبل انتهاء الدقات يُعتقد أنه سيحظى بعام مليء بالحظ.

الرمان في تركيا واليونان.. خصوبة وبركة

يُعتبر الرمان فاكهة مباركة في الثقافتين التركية واليونانية، حيث يُعتقد أن حبّاته الكثيرة ترمز إلى الخصوبة والرخاء. في بعض المناطق، يُرمى الرمان على الأرض ليلة رأس السنة حتى تنفجر حباته، كرمز لتفجر الخير والبركة.

النودلز الطويلة في اليابان.. حياة مديدة

في اليابان، يُقدَّم طبق “توشيكوشي سوبا” ليلة رأس السنة، وهي نودلز طويلة يُعتقد أن تناولها بدون تقطيع أو مضغها كثيرًا يُطيل العمر. الطول في هذه النودلز يُرمز إلى الحياة الطويلة والاستمرارية.

الفاصوليا السوداء في جنوب الولايات المتحدة

في ولايات الجنوب الأمريكي، يُعتبر طبق الفاصوليا السوداء تقليدًا لجلب الحظ المالي في رأس السنة. يعود هذا الاعتقاد إلى الحرب الأهلية الأمريكية، حيث كانت الفاصوليا السوداء رمزًا للبقاء، وتحولت لاحقًا إلى رمز للوفرة والاستمرارية.

كعكة الملك في فرنسا والمكسيك.. من يجد القطعة المحظوظة؟

في فرنسا (Galette des Rois) والمكسيك (Rosca de Reyes)، تُقدّم كعكة الملك في عيد الغطاس، ويُخبّأ بداخلها مجسم صغير. من يعثر عليه يُعتبر “محظوظ العام”، ويُطلب منه أحيانًا أن يستضيف المناسبة العام المقبل.

البيض في بعض الثقافات الإفريقية.. طاقة وتجدد

في بعض المجتمعات الإفريقية، يُعد البيض رمزًا للطاقة والتجدد. وتُقدَّم البيضة أحيانًا كهديّة في بداية العام الجديد أو عند ولادة طفل، اعتقادًا بأنها تجلب الحظ وتحمي من الأرواح الشريرة.

هل الطعام يجلب الحظ فعلاً؟

رغم غياب الدليل العلمي على ارتباط الطعام بالحظ، فإن هذه العادات تعبّر عن الأمل والنية الطيبة والاحتفاء بالحياة. وهي في النهاية جزء من الهوية الثقافية التي تمنح الشعوب شعورًا بالانتماء والطمأنينة، حتى وإن كانت رمزية.

مشاركة