أكثر من 500 ألف وفاة سنوياً بسبب ارتفاع الحرارة العالمية

أكثر من 500 ألف وفاة سنوياً بسبب ارتفاع الحرارة العالمية

 ارتفاع الوفيات بسبب الحرارة العالمية

كشفت دراسة علمية حديثة أن ظاهرة الاحتباس الحراري الناتجة عن التغير المناخي تتسبب في وفاة شخص واحد كل دقيقة في مختلف أنحاء العالم، مشيرةً إلى أن ارتفاع درجات الحرارة بات يشكّل تهديداً مباشراً على حياة البشر.

ونُشرت الدراسة في مجلة “لانسيت” الطبية العالمية، ضمن تقرير عام 2025 حول الصحة وتغير المناخ، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، بمشاركة 128 خبيراً من أكثر من 70 مؤسسة علمية وأممية.

 23% زيادة في الوفيات المرتبطة بالحرارة

أوضحت الدراسة أن معدل الوفيات الناتجة عن ارتفاع الحرارة ارتفع بنسبة 23% منذ تسعينيات القرن الماضي، ليصل إلى 546 ألف وفاة سنوياً بين عامي 2012 و2021.
وقال البروفيسور أولي جاي من جامعة سيدني:

“نحن نتحدث عن وفاة شخص كل دقيقة بسبب الحرارة، وهو رقم مرعب يمكن تفاديه من خلال سياسات مناخية أكثر جدية”.

 ملايين الوفيات سنوياً بسبب الوقود الأحفوري

وبيّنت الدراسة أن اعتماد العالم على الوقود الأحفوري لا يؤدي فقط إلى ارتفاع درجات الحرارة، بل يسبب أيضاً تلوث الهواء السام وحرائق الغابات وانتشار أمراض مثل حمى الضنك.
كما يموت الملايين سنوياً نتيجة الفشل في معالجة أزمة المناخ، بينما تستمر الحكومات في دعم شركات النفط والفحم والغاز بمليارات الدولارات.

 دعم ضخم للوقود الأحفوري رغم الأضرار

أظهرت البيانات أن الحكومات قدمت 956 مليار دولار دعماً مباشراً للوقود الأحفوري عام 2023، بينما خسر الاقتصاد العالمي أكثر من 6% من الناتج المحلي في الدول النامية بسبب الحرارة المرتفعة التي عطلت العمل في المزارع ومواقع البناء.

 تحذيرات من “إدمان الوقود الأحفوري”

قالت الدكتورة مارينا رومانيلو، المشرفة على الدراسة:

“التقرير يرسم صورة قاتمة عن الدمار الصحي الناجم عن التغير المناخي، ولن يتوقف هذا التدهور ما لم نتخلص من إدماننا على الوقود الأحفوري”.

كما أضافت أن الانتقال إلى الطاقة المتجددة لم يعد خياراً بيئياً فقط، بل ضرورة لإنقاذ الأرواح، مؤكدة أن المستقبل الصحي “مستحيل” في ظل استمرار دعم الوقود الأحفوري.

 خسائر اقتصادية وصحية غير مسبوقة

وفق التقرير، أدى التعرض لدرجات الحرارة المرتفعة إلى فقدان 639 مليار ساعة عمل عام 2024، وتفاقم انعدام الأمن الغذائي لدى أكثر من 123 مليون شخص نتيجة الجفاف وتراجع الإنتاج الزراعي.

كما سجل عام 2024 أعلى عدد وفيات بسبب حرائق الغابات بلغ 154 ألف حالة وفاة نتيجة الدخان والتلوث الناتج عنها.

مشاركة