تركيا تشكّك بقدرة العراق على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدقيق
أبدت جمعية مصدري الحبوب والبقوليات والبذور الزيتية في تركيا شكوكها حول قدرة العراق على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدقيق، رغم إعلان وزارة الزراعة العراقية تحقيق الاكتفاء من محصول القمح للعام الثالث على التوالي.
وقال رئيس الجمعية جلال كادو أوغلو إن العراق يتّبع سياسة “الاستيراد الانتقائي عالي المخزون”، مبينًا أن بغداد تعتقد أنها تمتلك مخزونًا استراتيجيًا كافيًا من القمح بعد وصول الإنتاج هذا العام إلى 5.1 ملايين طن، ما دفعها إلى تقليل وارداتها واللجوء فقط إلى العطاءات الموسمية.
أسباب تشكيك الجانب التركي
أوضح أوغلو عدة نقاط اعتبر أنها تحدّ من قدرة العراق على تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدقيق، أبرزها:
-
تخفيض بذار القمح الشتوي إلى النصف نتيجة ضعف الأمطار.
-
القيود على الصادرات التركية من منتجات الحبوب، ما أثر على الإنتاج في منشآت تركية كبرى.
-
اعتماد العراق على صنف واحد من القمح، ما يؤدي – وفق قوله – إلى مشكلات في الجودة، ويجعل توفير دقيق عالي الجودة أمرًا صعبًا من دون استيراد.
تراجع صادرات تركيا إلى العراق
وكشف رئيس الجمعية أن العراق خفّض استيراد الدقيق من تركيا بنسبة 5% خلال العام الحالي، نتيجة القيود التي فرضها لحماية المنتج الوطني.
وأشار إلى أن صادرات قطاع الحبوب التركي للعراق انخفضت بنسبة 17.6% خلال الأشهر العشرة الأولى من 2025، لتصل إلى 1.4 مليار دولار.
ورغم هذا التراجع، بقي العراق الوجهة الأولى لصادرات الحبوب التركية، بنسبة 36.2% من إجمالي صادرات تركيا البالغة 22.9 مليار دولار.
الاكتفاء الذاتي العراقي
وكانت وزارة الزراعة العراقية قد أعلنت في يوليو/تموز 2025 تحقيق الاكتفاء الذاتي من القمح للموسم 2024–2025 وللعام الثالث على التوالي، مؤكدة أن الإنتاج يغطي حاجة البلاد بالكامل.
خلاصة المشهد
بينما تصرّ بغداد على تحقيق الاكتفاء الذاتي، تشكّك أنقرة في قدرة العراق على الاستغناء عن دقيقها، مستندة إلى عوامل تتعلق بكميات الأمطار، وتنوع الأصناف، وجودة الإنتاج المحلي.
ويبقى الجدل مفتوحًا بين الجانبين، في ظل سعي العراق لتعزيز الأمن الغذائي من جهة، والحفاظ على أحد أهم أسواق التصدير بالنسبة لتركيا من جهة أخرى.

