ابتكار نسخة رقمية من الإنسان تتنبأ بالأمراض وتقي من تدهور الذاكرة

ابتكار نسخة رقمية من الإنسان تتنبأ بالأمراض وتقي من تدهور الذاكرة

علماء يبتكرون “التوأم المعرفي الرقمي”.. نسخة ذكية من الإنسان تتنبأ بالأمراض وتحلل الحالة العقلية
ثورة جديدة في الطب وعلوم الإدراك تقودها جامعتا ديوك وكولومبيا

في خطوة قد تغيّر مستقبل العلاقة بين الإنسان والتقنية، نجح فريق بحثي مشترك من جامعة ديوك وجامعة كولومبيا الأمريكيتين في تطوير مفهوم جديد يُعرف باسم “التوأم المعرفي الرقمي” (Digital Cognitive Twin) — وهو نموذج ذكي يحاكي العقل البشري ويعمل كنسخة رقمية من الإنسان، قادرة على تحليل أفكاره، قياس قدراته العقلية، والتنبؤ بالأمراض المستقبلية.

ما هو التوأم المعرفي الرقمي؟
الفكرة تقوم على توجيه قدرات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات الضخمة الخاصة بكل فرد، مثل مؤشرات النوم، معدل ضربات القلب، النشاط اليومي، وسلوك التفكير، لإنشاء نموذج رقمي مخصص يعكس بدقة الحالة الذهنية والجسدية للشخص.

ويعمل هذا “التوأم” كمرآة رقمية متطورة — يمكنه تحليل أفكارك، تقييم قوة الذاكرة والتركيز، واقتراح تمارين ذهنية للوقاية من التدهور المعرفي. كما يُتوقع أن يقدّم تنبؤات دقيقة حول الأمراض المحتملة بناءً على الأنماط الحيوية اليومية التي يجمعها.

كيف يعمل النظام؟
استُلهمت فكرة المشروع من الساعات الذكية وأجهزة تتبع النشاط ومستشعرات النوم، التي توفّر تدفقًا مستمرًا من البيانات الحيوية.
يقوم الذكاء الاصطناعي بتحليل هذه البيانات ودمجها في نموذج ديناميكي يستطيع:

  • قياس الحالة العقلية والنفسية للمستخدم.

  • توقع مؤشرات الخطر الصحية قبل ظهور الأعراض.

  • تقديم نصائح مخصصة للحفاظ على الصحة الجسدية والعقلية.

ثورة في الطب وعلوم الأعصاب
يرى الباحثون أن “التوائم المعرفية الرقمية” قد تمثل واحدة من أعظم ثورات الطب الحديث وعلوم الإدراك، لأنها ستسمح بمراقبة الصحة العقلية والجسدية لحظة بلحظة، مما يمكّن الأطباء من تشخيص الاضطرابات العصبية والنفسية في مراحلها المبكرة.

ويُتوقع أن يكون لهذه التقنية تأثير عميق في مجالات مثل الطب الوقائي، والعلاج النفسي، وإدارة الإجهاد الذهني، فضلاً عن تطوير تجارب تعليمية وشخصية قائمة على تحليل القدرات الإدراكية لكل فرد

مشاركة