الحرب وآلامها في افتتاح الدورة الأولى لمهرجان بغداد السينمائي

الحرب وآلامها في افتتاح الدورة الأولى لمهرجان بغداد السينمائي

بدأ مهرجان بغداد السينمائي فعالياته  السبت في العاصمة العراقية بغداد، ويستمر حتى يوم 14 من الشهر الجاري، ويعرض المهرجان أفلاما متنوعة بين الروائي الطويل وأفلام قصيرة وثائقية ورسوم متحركة تسلط الضوء على القصص والتجارب الإنسانية من مختلف أنحاء العالم، وبمشاركة عربية قوية في الأقسام المختلفة.

ويرأس المهرجان نقيب الفنانين العراقيين دكتور جبار جودي، الذي صرح بأن الدورة الأولى مهداة للمخرج محمد شكري جميل.

الحرب والإنسان في مسابقة الفيلم الروائي الطويل

تتضمن مسابقة الفيلم الروائي الطويل قضايا مختلفة حول الحرب والجماعات المسلحة وغيرها من القضايا العربية.

افتتح المهرجان بعرض الفيلم السوداني “وداعا جوليا” للمخرج السوداني محمد كردفاني، ويتطرق الفيلم إلى لحظة فارقة في تاريخ السودان، وبالأخص مع وصول الصراع إلى ذروته بين الشمال والجنوب، بكل ما يحمله من أوجاع وصولا إلى قرار تقسيم الدولة، ويرصد التصاعد السياسي في “وداعا جوليا” من خلال انعكاسه على البيوت السودانية.

الفيلم الذي رُشح لتمثيل السودان في جوائز الأوسكار لأفضل فيلم غير ناطق بالإنجليزية لعام 2024، حصل على جائزة الحرية من مهرجان “كان” السينمائي في نسخته الأخيرة، إلى جانب مشاركته في عديد من المهرجانات العالمية والعربية.

ومن العراق تشارك في المسابقة عدة أفلام، منها “آخر السعاة” المستلهم عن قصة “ساعي البريد الفرنسي” لجوزيف فردينان شوفال، والفيلم إخراج سعد العصامي الذي شارك أيضا في كتابة السيناريو مع ولاء المانع، إذ نجح الثنائي في تقديم سيناريو يلائم البيئة العراقية، من خلال الهم الإنساني الذي يجمع البشر.

يفقد البطل “أيوب” -الذي يجسد شخصيته رائد محسن- وظيفته ساعي بريد بسبب تحول الحياة للتكنولوجيا، حيث لم تعد وظيفته مطلوبة، ليصبح عاطلا عن العمل، بينما يستولي جاره الإقطاعي أبو نايف على أرض أيوب.

الفيلم محاولة لكسر التابوهات التي فرضها الفساد والعنصرية والعشائرية، وقد تم تصويره بالكامل في مدينة كربلاء العراقية، وهو أول فيلم يتم تصويره في وقت جائحة كورونا والحجر الصحي.

وعن آثار الحرب وما خلفته من أضرار على الإنسان تدور أحداث الفيلم العراقي “عروس المطر” للمخرج حسين حسن. ويتناول الفيلم، الذي افتتح الدورة التاسعة لمهرجان دهوك السينمائي الدولي، الدمار الذي خلفته الحرب، ولكن من زاوية إنسانية.

أما الفيلم العراقي “ميسي بغداد” للمخرج سهيم عمر خليفة، فيتناول قصة طفل عراقي فقد ساقه اليمنى في الحرب، يمنعه أصدقاؤه من لعب كرة القدم معهم بسبب إعاقته البدنية ويستعيضون عنه بفتاة تشاركهم اللعب، وفي الوقت نفسه يُكنّ الصبي حبا كبيرا لكرة القدم واللاعب العالمي لیونیل میسي، وحين يذهب مع والده إلى بغداد تصيب الأب رصاصة طائشة.

بينما يرصد الفيلم اليمني “المرهقون” للمخرج عمر جمال الظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية المؤلمة التي أجهضت أحلام المجتمع في اليمن، يقدم الفيلم قصة حقيقية وقعت أحداثها في مدينة عدن عام 2019 عن أسرة من الطبقة المتوسطة مكونة من أب وأم و3 أطفال، وتعاني الأسرة بعد الحرب التي وقعت عام 2015، ويفقد الأبوان وظيفتهما ويعيشان تحت خط الفقر، وتفاجأ الأم بأنها حامل وتنتظر مولودا جديدا قبل أن تقرر رفقة زوجها التخلص من الجنين.

وبعد مشاركته في عديد من المهرجانات الدولية وحصوله على جوائز منها الذهبية من مهرجان تارانتو السينمائي الدولي في إيطاليا يمثل فيلم “رحلة يوسف” سوريا في مهرجان بغداد، والفيلم فكرة وتمثيل الفنان أيمن زيدان ومن إخراج جود سعيد.

ويسلط الفيلم الضوء على أزمة السوريين ما بعد الحرب، خاصة المنسيين بين أحد الأماكن على الحدود السورية، ومخيم اللاجئين على الحدود اللبنانية.

ومن الأفلام المشاركة في المهرجان أيضا الفيلم التونسي “بنات ألفة” للمخرجة كوثر بن هنية، والمشاركة في القائمة القصيرة والنهائية للأوسكار 2024.

وتدور الأحداث حول “ألفة” الأم التونسية لـ4 فتيات (رحمة وغفران وتيسير وآية) اللاتي يعشن حياة عادية تبدو مستقرة رغم الفقر، ويتحول ذلك الاستقرار إلى أجواء كارثية بعد أن تنضم الشقيقتان الكبيرتان إلى إحدى الخلايا المسلحة على الحدود في ليبيا.

ومن خلال طرح سينمائي مميز يقدم المخرج الأردني أمجد الرشيد فيلم “إن شاء الله ولد”، الذي يقدم قصصا متشابكة عن المرأة الأردنية خاصة والعربية بوجه عام.

وعن مشاكل المرأة أيضا يتعرّض فيلم “مطلقات الدار البيضاء” للمخرج محمد عهد بن سودة المشارك في المسابقة لقضية الطلاق بين الأزواج، من خلال قصة 4 مطلقات من طبقات اجتماعية مختلفة.

ويشارك في مسابقة الفيلم الروائي الطويل فيلم المخرجة مها الحاج “حمى البحر المتوسط” الحاصل على جائزة أفضل سيناريو ضمن قسم “نظرة ما” في مهرجان “كان” السينمائي 2022، وتدور أحداث الفيلم حول وليد الذي يعاني الاكتئاب لعدم تحقيق حلمه بالكتابة ويتعرف على جاره المحتال وتنشأ بينهما صداقة.

وفي قالب غنائي استعراضي ينافس الفيلم المصري “طرف الخيط” للمخرج شريف شعبان، وتدور الأحداث حول فنان جسد مشواره الفني في رواية مصورة نجحت شخصياتها الكاريكاتيرية في تحريره من قيوده.

كما يشارك في مسابقة الفيلم الروائي الطويل الفيلم الكويتي “الشرنقة” للمخرج أحمد الكرتيت بعد مشاركته في عدد من المهرجانات الدولية، ومنها مهرجان العين السينمائي.

ويترأس لجنة الأفلام الروائية الطويلة المخرج السوري نجدت أنزور، وتضم في عضويتها كلا من الفنانة العراقية فاطمة الربيعي، والفنان الكويتي محمد المنصور، والسيناريست العراقي حامد المالكي، والمخرج السينمائي العراقي محمد الدراجي.

أفلام قصيرة ووثائقيات

وفي قسم الأفلام القصيرة يتنافس من العراق أفلام “ترانزيت” للمخرج باقر الربيعي، و”خطاف” لياسر الأعسم، و”يد أمي” للمخرجة كادرينا هيمن، و”دويرة” للمخرج سيف صباح، و”كيمر عرب” للمخرجة رانيا حمزة.

ومن مصر، يشارك في المسابقة فيلم “16 مللي” للمخرج عبد الله جاد، و”عيسى” للمخرج مراد مصطفى، و”فطيمة” للمخرج أحمد عادل.

والفيلم التونسي “نصف روح” للمخرج مروان طرابلسي، والمغربي “الموجة الأخيرة” للمخرج مصطفى فرماتي”.

ويشارك فيلم “فلسطين 87” للمخرج بلال الخطيب من فلسطين، والفيلم اللبناني “الحفرة” للمخرج علي بازي، والفيلم البحريني “عزلة” لجمال غيلان، والفيلم السوري “فوتوغراف” للمخرج المهند كلثوم.

ويترأس لجنة تحكيم الأفلام الروائية القصيرة المخرج العراقي صلاح كرمن، وتضم كلا من الفنان العراقي مقداد عبد الرضا، والفنانة المصرية منال سلامة.

بينما يترأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية الدكتور ماهر مجيد من العراق، وتضم في عضويتها كلا من الفنان العراقي باسم قهار، والمخرج السينمائي العراقي فارس طعمة التميمي.

ويعرض في المسابقة الفيلم المصري “الأكراد في مصر” من إخراج زهى كامل، و”شارع شامبليون” للمخرجة أسماء إبراهيم، و”تطبيش” للمخرجة رولا أشرف، ومن فلسطين “مي” للمخرج صلاح الحو، ويشارك من العراق “ساوة” للمخرج هادي ماهود، و”هايبو” لعلي سهر، و”زيرو” لأسعد الهلاي، والفيلم العماني “جنة الطيور” للمخرج عبد الله الرئيسي، والسوري “قشرة بصلة” للمخرجة رفد باش.

مشاركة