الصين تُكثف استثمارها في “صناعات المستقبل” لتعزيز تفوقها التكنولوجي

الصين تُكثف استثمارها في “صناعات المستقبل” لتعزيز تفوقها التكنولوجي

سباق متصاعد نحو الابتكار

في ظل التنافس الحاد مع الولايات المتحدة، تُكثّف الصين جهودها للتحوّل إلى قوة تكنولوجية عالمية من خلال الاستثمار المكثف في ما تُسمّى “الصناعات المستقبلية”، وهي قطاعات ناشئة مرشحة لإعادة رسم ملامح الاقتصاد العالمي.

ما المقصود بـ”الصناعات المستقبلية”؟

طرح الرئيس شي جين بينغ هذا المصطلح لأول مرة عام 2020، ويشير إلى القطاعات التي لا تزال تقنياتها الأساسية في طور التطوير، لكنها تمتلك إمكانات نمو هائلة. وتشمل هذه الصناعات مجالات مثل:

  • الذكاء المُستلهم من الدماغ

  • المعلومات الكمّية

  • تكنولوجيا الجينات

  • الشبكات المستقبلية

  • الروبوتات البشرية

  • طاقة الهيدروجين

  • استكشاف أعماق البحار والفضاء

هذه القطاعات باتت تمثل جزءًا جوهريًا من خطة الصين للابتكار وفك الارتباط التدريجي عن الغرب.

تركيز متقدم في خطة 2024

بحسب وزارة الصناعة وتكنولوجيا المعلومات الصينية، شملت أولويات 2024 تطوير:

  • الطائرات الكبيرة من الجيل الجديد

  • مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي

  • روبوتات تُحاكي البشر

كما تحولت مدينة هانغتشو إلى مركز ريادي للشركات الناشئة، أبرزها:

  • “ديب سيك” (ذكاء اصطناعي)

  • “Game Science” (ألعاب)

  • “Unitree” و”Deep Robotics” (روبوتات)

  • “BrainCo” (محاكاة للدماغ البشري)

  • “Manycore” (ذكاء مكاني)

إنجازات في التكنولوجيا الحيوية

الصين باتت ثاني دولة عالميًا بعد أميركا في علاجات CAR-T للخلايا التائية، مع الموافقة على 5 علاجات حتى مارس 2025. وتبرز شركة WuXi AppTec كلاعب رئيسي في هذا المجال، وسط مخاوف أمريكية من نفوذ صيني متزايد في سلاسل الإمداد الدوائية.

دعم حكومي غير مسبوق

تضخ الحكومة الصينية دعمًا مباشرًا في هذه الصناعات، يشمل:

  • التمويل والضمانات

  • تطوير الكفاءات البشرية

  • تسهيل الإدراج في بورصات التكنولوجيا

  • أدوات تمويل مبتكرة (سندات الابتكار – تمويلات بلوكتشين)

كما أطلقت الوزارة نظامًا جديدًا لتحديد التحديات التقنية الكبرى علنًا، مع منح حلولها تمويلاً أولوياً. ونظرًا لنقص الكفاءات، عرضت بعض الشركات رواتب تصل إلى 4 أضعاف المتوسط الوطني لاستقطاب المهارات.

أبعاد عالمية للرهان الصيني

طموح الصين في ريادة “الصناعات المستقبلية” لا يخصها وحدها، بل يُعيد تشكيل خريطة النفوذ التكنولوجي عالميًا. فنجاحها في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمّية سيجعل منها شريكًا لا يمكن الاستغناء عنه، ويُثير في المقابل قلق العواصم الغربية التي تخشى تراجع تفوقها التاريخي.

مشاركة