العراق يسعى لتعزيز العلاقات التجارية مع سوريا رغم التحديات الإقليمية
العراق يستعد لتحسين علاقاته التجارية مع سوريا رغم التحديات الإقليمية
على الرغم من التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه المنطقة، بما في ذلك الأزمة السورية وسقوط نظام بشار الأسد، يواصل العراق البحث عن فرص لتعزيز العلاقات التجارية مع سوريا. وقد أكد خبراء ومسؤولون عراقيون أن التأثير الاقتصادي للأزمة السورية على العراق كان محدودًا نتيجة للاعتماد على أسواق بديلة مثل تركيا وإيران ودول الخليج.
الأسواق البديلة والمخزون الاستراتيجي
أوضح المتحدث باسم وزارة التجارة العراقية، محمد حنون، أن السوق العراقية تشهد تدفقًا طبيعيًا للمواد الغذائية دون أي نقص، حيث يعتمد العراق بشكل أساسي على دول الجوار مثل تركيا وإيران بدلاً من سوريا. جاء ذلك في وقت انحسرت فيه التجارة السورية بسبب الظروف الأمنية الصعبة التي تمر بها البلاد.
التأثيرات على السوق العراقية
تراجعت البضائع السورية في السوق العراقية خلال السنوات الأخيرة، حيث ارتفعت أسعارها بسبب زيادة تكاليف المحروقات وصعوبة التحويلات المالية. مما دفع التجار العراقيين إلى البحث عن بدائل من دول أخرى، مما قلل من الاعتماد على سوريا كمصدر رئيسي للسلع.
التبادل التجاري وخطوط النفط
رغم التحديات الأمنية، يمتلك العراق علاقات اقتصادية طويلة الأمد مع سوريا، خاصة في مجالات الطاقة. حيث يطمح العراق إلى إعادة تشغيل خط أنابيب النفط الذي يربط بين كركوك وميناء بانياس السوري، وهو مشروع يحمل أهمية استراتيجية كبيرة في تصدير النفط إلى أوروبا. وقد أعربت الحكومة العراقية عن استعدادها لمناقشة تأهيل هذا الخط.
آفاق مستقبلية وتحسن الأوضاع
توقع الخبير الاقتصادي صفوان قصي أن يؤدي استقرار الأوضاع في سوريا إلى تعزيز التجارة بين البلدين وزيادة تدفق الدولار إلى السوق النظامية. كما أشار إلى أن التعاون بين العراق وسوريا يمكن أن يسهم في تقليل الاعتماد على الدولار وتنظيم التعاملات المالية بين البلدين.
التحديات والفرص
على الرغم من المخاطر الحالية، يتوقع أن تشهد العلاقات التجارية بين العراق وسوريا تطورًا إيجابيًا في المستقبل. ومع عودة الاستقرار، قد يتمكن البلدان من بناء شراكات اقتصادية قوية تسهم في التنمية الإقليمية وتساعد على مواجهة التحديات الاقتصادية في المنطقة.
التطلعات الإقليمية
يرى الخبراء أن الفرصة مواتية للعراق وسوريا لبناء تكتل اقتصادي إقليمي يمكن أن يواجه المنافسة من الأسواق الإيرانية والتركية، مما يعزز استقرار المنطقة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
الخاتمة
رغم الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، يستعد العراق لتعزيز علاقاته التجارية مع جاره السوري، مستفيدًا من المخزون الاستراتيجي والأسواق البديلة، مع التطلع إلى تحقيق مكاسب اقتصادية طويلة الأمد تساهم في استقرار المنطقة وتدعم النمو الاقتصادي المستدام.