معهد بريطاني: إدارة ترامب لم تعد تعتبر العراق أولوية

ناتالي: واشنطن تنتظر من العراق تطبيق العقوبات على طهران
أكدت عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، دينيس ناتالي، أن العراق لم يعد يشكل أولوية في السياسة الخارجية لإدارة الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب، مشيرة إلى أن البيت الأبيض ينظر إلى بغداد كدولة “تابعة” لإيران، ويراقب مدى التزامها بالعقوبات المفروضة على طهران.
جاء ذلك خلال جلسة نقاشية عقدها معهد تشاثام هاوس البريطاني في لندن، حضرها عدد من الشخصيات الدبلوماسية والخبراء والباحثين في الشأنين العراقي والإقليمي.
وأضافت ناتالي أن الولايات المتحدة لا تزال تتعامل مع العراق، لكنها لم تعد تعتمد على بغداد كمنصة لتعزيز بناء مؤسسات الدولة أو دعم المجتمع المدني، مشيرة إلى تخفيضات كبيرة في التمويل المخصص لهذا الجانب.
هيكي: على العراق كبح الميليشيات وتعزيز العلاقات الخليجية
من جانبه، ثمّن السفير البريطاني السابق في بغداد، ستيفن هيكي، سياسة العراق في النأي بالنفس عن الصراع الإقليمي، لكنه حذر من “خطر حقيقي” في حال توسع التوترات في المنطقة.
وأكد أن معالجة ملفات الفساد، والتغير المناخي، وإصلاح القطاع الأمني ستمكن العراق من حماية سيادته، مشدداً على أهمية “السيطرة على الميليشيات”، وداعياً إلى تقوية العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي، وفي مقدمتها السعودية والإمارات وقطر.
كما رحب هيكي بتحسن العلاقات العراقية السورية والخليجية، معتبرًا أن تعزيز الارتباط مع دول المنطقة هو السبيل الوحيد لإخراج العراق من ساحة التجاذبات الجيوسياسية.
عزيزي: إيران ترى في العراق ممرًا استراتيجيًا
أما الباحث في الشأن الإيراني، حميد رضا عزيزي، فقد أكد أن طهران لا تزال متمسكة بدورها في العراق، لكنها تدرك اختلال استراتيجيتها الإقليمية. وأشار إلى أن القيادة الإيرانية تعتبر العراق جزءاً من مشروع الحزام والطريق، و”ممرًا بريًا” نحو المتوسط.
ورأى عزيزي أن إيران “تريد عراقاً تهيمن عليه القوى الشيعية، لكن دون أن يكون بلداً قوياً”، مستشهداً بلجوء طهران إلى سلطنة عمان كوسيط في الملفات الدولية بدلاً من بغداد، رغم اعتبارها حليفاً.
جياد: الفرصة متاحة لإعادة ضبط العلاقة مع إيران
بدوره، قال الزميل في مؤسسة “سينشري” الدولية، سجاد جياد، إن العراق أمام “فرصة مثالية” لإعادة صياغة علاقته مع إيران بشكل متوازن، مشيراً إلى أن طهران باتت تدرك تغير موازين القوى في المنطقة.
وأوضح أن إيران لم تعد قادرة على إدارة سياستها في العراق عبر الحرس الثوري كما كانت تفعل سابقاً، مشيراً إلى زيارات مسؤولين إيرانيين إلى دول مثل لبنان، كإشارة لاحترام السيادة الوطنية.