الموارد المائية: خطة لإنشاء 10 سدود في مناطق صحراوية لمواجهة أخطر موجة شح مائي بتاريخ العراق

الموارد المائية: خطة لإنشاء 10 سدود في مناطق صحراوية لمواجهة أخطر موجة شح مائي بتاريخ العراق

تحرك استراتيجي لمواجهة الشح المائي

أعلنت وزارة الموارد المائية، اليوم الاثنين، المباشرة بإعداد دراسات وتصاميم متقدمة لإنشاء عشرة سدود مخصصة لحصاد مياه السيول والأمطار في المناطق الصحراوية. وتأتي هذه الخطوة ضمن خطة وطنية لمواجهة أزمة الشح المائي التي وصفتها الوزارة بأنها الأخطر في تاريخ العراق.

وأوضح وزير الموارد المائية، عون ذياب عبد الله، أن السدود المزمع إنشاؤها تستهدف تعزيز الخزين المائي الاستراتيجي في المحافظات التي تفتقر إلى الموارد السطحية، مع تقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.

تأثيرات مناخية وضغوط إقليمية

تعاني البلاد منذ سنوات من تحديات مناخية حادة، تمثلت في تذبذب هطول الأمطار والثلوج، وتراجع كبير في الواردات المائية من دول الجوار نتيجة تنفيذ مشاريع خزن وري دون تنسيق مع العراق. وقد أدى هذا الوضع إلى انخفاض حاد في منسوب المياه السطحية والجوفية.

وبحسب الوزير، فإن اثنتي عشرة محافظة باتت تعتمد بشكل كامل على المياه الجوفية لتلبية احتياجاتها، ما دفع الوزارة إلى تسريع خطواتها لإيجاد بدائل مستدامة.

أزمة الآبار غير المرخصة

حذّر الوزير من التهديد الذي تمثله الآبار غير المرخصة على الخزين الجوفي، موضحًا أن عشوائية الحفر وعدم الالتزام بالمعايير العلمية في التوزيع تؤثر سلبًا على استدامة المياه الجوفية.

وأشار إلى أن الوزارة شكّلت 60 فرقة ميدانية في 12 محافظة تعمل بالتنسيق مع القوات الأمنية لإزالة التجاوزات على الحصص المائية، وطمّ آلاف بحيرات الأسماك غير القانونية، وغلق الآبار المتدفقة، إضافة إلى ضبط أجهزة الحفر غير المرخصة.

سدود الحصاد: أداة مواجهة الشح

أكد الوزير أن أكثر من نصف مساحة العراق الصحراوية تعتمد على المياه الجوفية، خصوصًا في مناطق الصحراء الغربية وبادية الجزيرة والمثنى وأجزاء من النجف، حيث تُعد سدود حصاد المياه وسيلة رئيسية لتغذية تلك المناطق.

وعدّ السدود الصحراوية من أبرز الأدوات الإستراتيجية لمواجهة الشح المائي والتغيرات المناخية، بما فيها التأثير المتزايد لظاهرة النينو في المنطقة.

مشاريع قيد التنفيذ والتصميم

كشف الوزير عن إنجاز الدراسات والتصاميم لعدة مشاريع مائية، بينها:

  • سد أبو طاكية في نينوى

  • سد الأبيض في كربلاء

  • حاجزان مائيان إضافيان في نينوى

كما أشار إلى وجود عشرة سدود قيد الدراسة تشمل:

  • سد النفط في ديالى

  • سدود الخرز، التاهولي، المهندس، أبو غار، جدالة، قزلكند

  • ثلاثة حواجز مائية في نينوى

  • سد الغنامي في المثنى

  • سدّا أبو خمسة والملح في النجف

وأكد أن اختيار مواقع هذه المشاريع يتم بناءً على دراسات فنية من قبل الفرق الهندسية التابعة لهيئة السدود والخزانات.

تأكيد على المضي بالحلول المستدامة

اختتم الوزير حديثه بالتشديد على أن وزارة الموارد المائية ماضية في تنفيذ خططها وفق رؤية علمية متكاملة، تهدف إلى ضمان الأمن المائي للبلاد، وتوفير حلول واقعية للتكيف مع تغير المناخ، وضمان استدامة الموارد للأجيال المقبلة.

مشاركة