بين الغموض الداخلي والروايات الإقليمية… أزمة كهرباء العراق تتفاقم

بين الغموض الداخلي والروايات الإقليمية… أزمة كهرباء العراق تتفاقم

رغم مرور نحو 72 ساعة على ما وُصف بـ”ليلة انفصال الكهرباء” في عموم العراق، ما يزال السبب الحقيقي وراء الانقطاع الشامل للطاقة غير واضح، وسط تضارب الروايات بين الجهات الرسمية وتداول فرضيات سياسية وشعبية، إضافة إلى تصريحات إيرانية تكشف جانبًا آخر من المشهد.

تضارب داخلي في الأسباب

وزارة الكهرباء عزت الانقطاع إلى انفصال الخط في المسيب بين بابل وكربلاء نتيجة ارتفاع الأحمال إلى 6 آلاف ميغاواط، أي ضعف السعة المخططة البالغة 3 آلاف ميغاواط، خاصة مع توافد أكثر من 20 مليون زائر لإحياء أربعينية الإمام الحسين.
في المقابل، رجّح مسؤولون آخرون في الوزارة أن يكون السبب خللًا فنيًا في محطة الحامضية الكهربائية بالأنبار، ما أضاف مزيدًا من الغموض حول ملابسات الحادثة.

اتهامات شعبية لإسرائيل

على مواقع التواصل الاجتماعي، برزت فرضيات تتهم إسرائيل بالتسبب في الانقطاع، بزعم استهداف الزيارة الأربعينية، خاصة مع تزامن الحادثة مع انتشار “ترند” فيديوهات لزائرين وقوات أمنية يستذكرون سقوط الصواريخ الإيرانية على الأراضي المحتلة، وهو ما دفع المتحدث باسم جيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، للرد بمنشورات تستعرض شخصيات من قادة محور المقاومة الذين تم اغتيالهم.

انتظار التحقيقات

وزير الكهرباء كان قد شكّل لجنة تحقيقية وأمر بإعلان نتائجها وتوصياتها خلال 24 ساعة، لكن رغم مرور أكثر من 48 ساعة على بدء عمل اللجنة لم تُعلن النتائج، ما يثير تساؤلات إضافية حول ما إذا كان هناك بُعد سياسي أو أمني وراء الحادثة.

الرواية الإيرانية لملف الكهرباء

في سياق متصل، أكدت شركة الكهرباء الحكومية الإيرانية “تافانير”، اليوم الأربعاء، أنها أوقفت تمامًا تصدير الكهرباء إلى العراق بسبب ارتفاع الطلب المحلي في إيران، وهو تفسير يتعارض مع الرواية العراقية التي تربط توقف الاستيراد منذ آذار الماضي بإيقاف الولايات المتحدة الإعفاء الممنوح لبغداد من العقوبات المفروضة على طهران، ما حال دون سداد المستحقات المالية.

تراجع حاد في الإمدادات وتأثيره

أوضحت “تافانير” أن صادرات الكهرباء إلى العراق تراجعت في الأشهر الأخيرة حتى وصلت إلى خُمس واردات إيران من الطاقة، مؤكدة أن الأولوية حاليًا لتغطية احتياجات المستهلكين المحليين. ويُتوقع أن يؤدي استمرار وقف الإمدادات إلى زيادة الضغط على شبكة الكهرباء العراقية، خاصة مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة وموسم الطلب الذروي.

مشاركة