علماء روس يطورون بلاستيكاً يتحلل إلى ماء وثاني أكسيد الكربون خلال 90 يوماً
ابتكار صديق للبيئة يمهّد لعصر جديد في صناعة المواد البوليمرية
ابتكر فريق من العلماء في جامعة بيلغورود للتكنولوجيا الروسية طريقة جديدة لإنتاج بلاستيك حيوي متطور قادر على التحلل الكامل إلى ماء وثاني أكسيد الكربون خلال فترة تتراوح بين 20 و90 يوماً فقط، في خطوة علمية تمهد لتقليل الاعتماد على البلاستيك التقليدي الملوث للبيئة.
مادة مبتكرة بخصائص عالية التحلل
وذكر بيان صادر عن المكتب الإعلامي للجامعة أن المواد الجديدة عبارة عن مركبات بوليمرية قابلة للتحلل الحيوي بالكامل، تمتاز بـ عمر افتراضي قصير وخصائص فيزيائية وميكانيكية محسّنة، ما يجعلها مناسبة لمجموعة واسعة من التطبيقات الصناعية، من بينها:
-
التغليف ومواد التعبئة
-
صناعة مواد البناء
-
السلع المنزلية
-
الطباعة ثلاثية الأبعاد
ويُظهر البلاستيك الحيوي المبتكر تفوقاً بنسبة 30% على نظائره الحالية في الأداء الميكانيكي، بفضل تحسين التفاعل بين المادة الخام البوليمرية والحشوة النباتية المستخدمة في تصنيعه.
يتحلل في أسابيع لا قرون
تتحلل المنتجات المصنوعة من حمض البولي لاكتيك (PLA) عند تحويلها إلى سماد بشكل كامل، في حين تحتاج المواد البلاستيكية التقليدية إلى أكثر من 100 عام لتتحلل طبيعياً في البيئة.
وحصل الباحثون على براءة اختراع رسمية لهذا الابتكار، الذي يُتوقع أن يُستخدم قريباً في العمليات الصناعية لعدد من الشركات الروسية والأوروبية، مع خطط مستقبلية لتوسيع استخدام الحشوات النباتية لتطوير مواد بوليمرية متقدمة أخرى.
بحث علمي قائم على الدقة والتطوير
وقالت ناتاليا تشيركاشينا، كبيرة الباحثين في مختبر البحوث بقسم الكيمياء النظرية والتطبيقية في الجامعة:
“يقف وراء كل إنجاز في تطوير المواد البوليمرية جهد بحثي دقيق وتحسين مستمر للعمليات. نحن ندرس تفاعل مصفوفة البوليمر مع الحشوات النباتية على المستوى الجزيئي، ونحدّد نسب التركيب المثلى، ونعدّل أسطح الجسيمات وبيئة التفاعل لتحقيق أعلى درجات القابلية للتحلل الحيوي مع الحفاظ على المتانة”.
وأضافت أن الفريق العلمي يعمل على تحليل النتائج باستمرار وتطوير المنهج البحثي لتقديم مواد تنافسية وصديقة للبيئة يمكن استخدامها على نطاق واسع في الصناعات الخضراء، بما يسهم في خفض البصمة الكربونية وتحقيق استدامة بيئية حقيقية.
نحو صناعة بلاستيك خضراء
يمثل هذا الابتكار خطوة مهمة نحو مستقبل خالٍ من النفايات البلاستيكية، إذ يفتح الباب أمام تحول عالمي في صناعة البوليمرات نحو مواد قابلة للتحلل بالكامل، تجمع بين الاستدامة البيئية والكفاءة الصناعية، ما يضع جامعة بيلغورود في طليعة المؤسسات البحثية في هذا المجال

