مزايا في توليد الأفكار.. ومخاوف من تراجع الحفظ والأصالة

كشفت دراسات علمية حديثة أجراها علماء أعصاب أن الذكاء الاصطناعي يحمل تأثيرات متباينة على الإبداع والذاكرة لدى الإنسان، ما بين تعزيز القدرات المعرفية وتهديد بعض الوظائف الدماغية الأساسية.

تسهيل المهام وتحفيز الإبداع

تشير الأبحاث إلى أن الذكاء الاصطناعي يساعد في:

• توليد الأفكار والمفاهيم الجديدة.

• تحليل كميات ضخمة من البيانات واكتشاف أنماط يصعب ملاحظتها بشريًا.

• تحرير الوقت من خلال أداء المهام الروتينية (تنظيم، بحث، تصنيف).

• تخصيص المحتوى وفقًا لتفضيلات المستخدم، مما يعزز الارتباط والاهتمام.

نتائج عكسية محتملة على الأصالة

رغم تلك الإيجابيات، إلا أن الباحثين حذروا من بعض الآثار السلبية:

• المحتوى الناتج عن استخدام الذكاء الاصطناعي يكون أقل تنوعًا.

• الميل إلى خيارات محدودة مسبقًا تقدمها الخوارزميات.

• تراجع الجهد الإبداعي الفردي واعتماده على مخرجات جاهزة.

تأثير الذكاء الاصطناعي على الذاكرة

يلعب الذكاء الاصطناعي دورًا في تقليل الحاجة لحفظ المعلومات، حيث أصبح المستخدمون يعتمدون عليه لتخزين المعارف بدلاً من الاعتماد على الذاكرة البشرية.
لكن هذا التوجه يؤدي إلى:

• تراجع في مهارات الحفظ والاسترجاع.

• الاعتماد الزائد على المساعدات الرقمية حتى في المعلومات الحيوية.

• خطر تبني معلومات غير دقيقة نتيجة ما يُعرف بـ”هلوسات الذكاء الاصطناعي”، حيث تقدم الأنظمة أحيانًا بيانات زائفة تُحفظ كحقائق.

تجربة علمية لقياس التأثيرات الإدراكية

أجرى باحثو معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) تجربة بمشاركة 54 شخصاً تتراوح أعمارهم بين 18 و39 عامًا، قُسموا إلى 3 مجموعات:

1. مجموعة استخدمت ChatGPT.

2. مجموعة بحثت عبر Google.

3. مجموعة عملت بدون أي أدوات تقنية.

طُلب من المشاركين كتابة مقالات حول قضايا فكرية، مثل أخلاقيات العمل الخيري أو تأثير كثرة الخيارات على اتخاذ القرار.

النتائج:

• المجموعة التي لم تستخدم التكنولوجيا أظهرت:

  • أعلى نشاط دماغي.

  • نصوصًا أكثر أصالة وعمقًا.

  • تفكيرًا نقديًا ومواقف شخصية واضحة.

وأكد العلماء أن هذه النتائج تشير إلى أن الأداء الإبداعي والذاكرة النشطة يكونان أكثر فاعلية عند العمل دون أدوات مساعدة رقمية، لكنهم شددوا على الحاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد الأثر طويل الأمد.