تأخير يثير القلق

لم تُصرف حتى الآن رواتب المتقاعدين، رغم مرور 4 أيام على موعدها المحدد في الأول من أيلول، وسط توقعات بتمديد التأجيل حتى الأحد المقبل، مما أثار استياء وحيرة نحو 3 ملايين متقاعد يعتمدون على هذه الرواتب كمصدر أساسي للمعيشة.

صمت رسمي وتبريرات متناقضة

وزارة المالية وهيئة التقاعد لم تُصدر أي بيان رسمي حتى اللحظة، وهو ما اعتبره مراقبون “صمتاً متعمداً” يعكس أزمة سيولة حقيقية.
في المقابل، ترددت تبريرات تشير إلى مشكلات فنية في أنظمة التحويلات المصرفية، لكن محللين يرون أن هذه التفسيرات تعود أساساً إلى نقص السيولة، إذ تعتمد وزارة المالية على وصول أموال مبيعات النفط من المصارف الأميركية.

أموال النفط والتحويلات الأميركية

الأزمة الحالية أعادت إلى الأذهان ما حدث في أغسطس الماضي، حين تأخر صرف الرواتب حتى الرابع من الشهر، بسبب انتظار تحويل أموال النفط من الولايات المتحدة.
ويرى بعض المراقبين أن تأخر التحويلات قد يكون مؤشراً على تشديد الرقابة الأميركية على أموال العراق قبل السماح باستخدامها.

قراءة المركز العراقي الاقتصادي

من جانبه، أوضح المركز العراقي الاقتصادي السياسي أن الكثير من الاستفسارات ترد بشأن التأخير، مؤكداً أن المتقاعدين يعيشون حالة من القلق بسبب التزاماتهم الصحية والمعيشية.
وأشار مدير المركز، وسام حدمل الحلو، إلى أن إيجابيات الحكومة في إدارة الملف الاقتصادي لا تنفي وجود سلبيات واضحة في إدارة السياسة المالية، وعلى رأسها تكرار أزمة السيولة ونفيها من قبل الجهات الرسمية.

مطالب بالشفافية

دعا المركز إلى كشف الأسباب الحقيقية وراء تأخر صرف الرواتب، واتباع سياسة مالية أكثر وضوحاً وطمأنة لشريحة المتقاعدين، محذراً من أن تكرار الأزمة قد يفتح الباب أمام مخاوف أوسع في المجتمع.