تحذيرات من تصاعد الهجمات الإلكترونية في عيد الأضحى
تصاعد التهديدات السيبرانية في مواسم الأعياد
مع اقتراب عيد الأضحى وارتفاع النشاط الرقمي في منطقة الشرق الأوسط، حذر خبراء أمن معلومات من موجة متوقعة من الهجمات الإلكترونية المعقدة، تشمل تقنيات الاحتيال العميق (Deepfake)، وهجمات حجب الخدمة (DDoS)، واستغلال ثغرات أجهزة إنترنت الأشياء (IoT)، مستهدفين سلوك المستخدمين المتغيّر خلال العيد مثل التبرعات والتسوق والسفر.
تطور لافت في أساليب الهجمات
قال أسامة الزعبي، نائب رئيس منطقة الشرق الأوسط في شركة فوسفورس للأمن السيبراني:
“منذ عيد الأضحى الماضي، شهدنا تطوراً في الهجمات من التصيّد التقليدي إلى تقنيات انتحال الشخصيات باستخدام الذكاء الاصطناعي، خاصة في القطاعات المالية”.
وسجلت المنطقة أكثر من 200 هجوم حجب خدمة عالي التأثير في الربع الأول من 2024، أحدها استمر 3 أسابيع وبلغ ذروته عند 280 غيغابايت في الثانية.
تابعوا قناتنا على واتساب لتصلكم أخبار العراق والعالم أول بأول
من إنترنت الأشياء إلى الثغرات الخفية
تعتمد الكثير من الهجمات على أجهزة غير مؤمنة مثل كاميرات المراقبة وأجهزة التوجيه، وغالباً ما تكون بكلمات مرور ضعيفة أو برامج غير محدثة. ويؤكد الزعبي أن التوسع في المدن الذكية مثل دبي والرياض يتطلب قدرات أمنية أكبر.
كما تمثل أجهزة التشغيل غير الخاضعة للإدارة (مثل أنظمة التكييف والإعلانات الرقمية) نقاط ضعف خطيرة. ويوصي الزعبي باستخدام أدوات اكتشاف تلقائية ومراقبة لحظية لسلوك الأجهزة.
موسم العيد هدف مثالي للمهاجمين
يرتفع معدل الاحتيال خلال الأعياد بسبب تغير سلوك المستخدمين. ويستغل المهاجمون ذلك عبر تطبيقات وهمية أو رموز QR مزيفة تقود إلى صفحات احتيال. ويؤكد الزعبي على ضرورة تفعيل المصادقة متعددة العوامل وفرض سياسات تحقق داخلية صارمة.
الذكاء الاصطناعي سلاح مزدوج
مع استخدام المهاجمين الذكاء الاصطناعي لتطوير هجمات تصيّد متقدمة، بدأت مراكز العمليات الأمنية تعتمد على أدوات تحليل مدعومة بالذكاء الاصطناعي لرصد التهديدات وتحليل البيانات الضخمة.
ويؤكد الزعبي أن الذكاء الاصطناعي أصبح ضرورياً في البنى التحتية والمشاريع الوطنية الذكية.
الأساسيات لا تزال فعالة
رغم تعقيد التهديدات، تبقى الممارسات الأساسية كـتحديث البرمجيات، تغيير كلمات المرور، وتقسيم الشبكات خط الدفاع الأول. ويؤكد الزعبي أن الخطأ البشري هو التهديد الأكبر، داعياً إلى تدريبات توعوية وتمارين تصيّد وهمية بشكل دوري.
تنظيم سيبراني متطور في الخليج
تشهد دول الخليج، خاصة السعودية والإمارات، تطوراً تشريعياً متسارعاً في حماية بيئة إنترنت الأشياء، ومن المتوقع أن تتوسع الأطر القانونية لتشمل شبكات تقليدية وبيئات متصلة لضمان الحماية الشاملة.
الأمن السيبراني… من رد الفعل إلى ثقافة مؤسسية
ويختتم الزعبي حديثه بالتأكيد على أن المؤسسات التي تبنّت استراتيجيات استباقية مثل التحديثات المنتظمة والتدريب وخطط الاستجابة كانت الأقل تضرراً.
“الأمن السيبراني لم يعد استجابة لحوادث، بل يجب أن يكون جزءاً من نموذج العمل”.

