تحذير.. الحرارة الشديدة قد تعطل كفاءة هذه الأدوية
أصبحت درجات الحرارة المرتفعة مصدر قلق كبيرا في العديد من دول العالم. وفي حين أن بقاء الجسم في درجة حرارة مناسبة يعد أولوية مشتركة للجميع، فإن أولئك الذين يعتمدون على الأدوية يواجهون تحديًا إضافيًا، وهو احتمالية أن تؤدي الحرارة الشديدة إلى إبطال مفعول علاجاتهم.
وبحسب تقرير نشره موقع very well health، تحتوي العديد من الأدوية على هياكل كيميائية حساسة للتغيرات في درجات الحرارة، كما توضح خبيرة الصيدلة والصحة جينيفر بورجوا، فدرجات الحرارة المرتفعة يمكن أن تؤدي إلى تدهور هذه الهياكل، مما يؤدي إلى انخفاض الأداء والفعالية.
وتستجيب التركيبات المختلفة بشكل فريد للتغيرات في درجات الحرارة، إذ قد يتغير لون الأقراص أو تذوب، أو تنبعث منها روائح غير عادية، بينما قد تصبح الكريمات والمواد الهلامية مائية أو سميكة للغاية، ومثل هذه التغييرات يمكن أن تؤثر على امتصاص الدواء وفعاليته.
أدوية تتأثر بالحرارة
وفي الوقت نفسه، تتطلب بعض الأدوية، مثل الأنسولين والمضادات الحيوية وأدوية الأطفال والأدوية البيولوجية المحقونة وقطرات الجلوكوما وبخاخات الأنف، درجات حرارة تخزين أقل، تصل إلى حوالي 2-8 درجات مئوية.
وتتأثر الأدوية المختلفة بالحرارة العالية بطرق مختلفة، ومن أكثرها تأثرًا حبوب منع الحمل، إذ يمكن للحرارة الشديدة أن تؤدي إلى تحلل الهرمونات الموجودة في الحبوب، مما يقلل من فعاليتها. كذلك هرمونات الغدة الدرقية، إذ إن لها نطاق جرعات ضيق، ويمكن أن تفقد فعاليتها في درجات الحرارة المرتفعة، مما يؤثر على فعاليتها كعلاج بالهرمونات البديلة. أما الإبينفرين، فهو حساس للغاية للحرارة، مما قد يؤثر على فعاليته في أثناء تفاعلات الحساسية.
ومن ضمن الأدوية التي تتأثر بالحرارة المضادات الحيوية، إذ يمكن أن تفقد فعاليتها، مما يستلزم جرعات أقوى أو علاجات إضافية. كما أن أقراص وبخاخات النتروجليسرين، المهمة لألم الصدر، يمكن أن تتحلل بالحرارة، ما قد يؤدي إلى عواقب وخيمة للمريض. ويعتبر الأنسولين من البروتينات الحساسة للغاية للحرارة، لذا فإن انخفاض الفاعلية يمكن أن يسبب مضاعفات خطيرة مثل الحماض الكيتوني السكري.
أما منبهات مستقبلات GLP-1، الموجودة في الأدوية المضادة للسمنة مثل Ozempic وWegovy، فيمكن أيضا أن تتحلل بالحرارة، ما يؤثر على فعاليتها في التحكم في نسبة السكر في الدم والوزن. كما يمكن للحرارة أن تقلل من فعالية الأسبرين، وتتسبب في تحلله إلى مركبات مهيجة للمعدة. وقد ثبت أيضا أن التحاميل يمكن أن تذوب في درجات حرارة عالية، ما يؤثر على آلية توصيلها. وفيما يتعلق بأجهزة الاستنشاق والرذاذ الجوي، فمن الممكن أن تنفجر في درجات حرارة عالية، في حين أن بقع الدواء قد تفقد خصائصها اللاصقة.
وبحسب الخبراء، يفضل تخزين معظم الأدوية التي في شكل أقراص بدرجة حرارة تتراوح بين 20 و25 درجة مئوية، مع قبول تعرضها لفترات وجيزة لدرجات حرارة منخفضة تصل إلى 15 درجة مئوية و30 درجة مئوية. ومع ذلك، فإن لكل دواء نطاق درجة حرارة تخزين مثالي يجب الالتزام به.