المشروع سيزوّد أكثر من 300 ألف نسمة بمياه شرب نقية ويستمر تنفيذه 700 يوم

وضع رئيس الحكومة المحلية في محافظة البصرة، أسعد العيداني، اليوم الأحد، الحجر الأساس لمشروع تحلية مياه البحر بتقنية التناضح العكسي (RO)، الذي يُعد من أكبر المشاريع الخدمية في تاريخ المحافظة، ويهدف إلى تزويد نحو 300 ألف نسمة بمياه شرب نقية ضمن خطة حكومية لمعالجة أزمة الملوحة المزمنة التي تعاني منها المدينة منذ سنوات.

مشروع استراتيجي لإنهاء أزمة الملوحة
وقال العيداني إن “المشروع يمثل خطوة استراتيجية لتأمين مياه صالحة للشرب للمواطنين في البصرة، وسيسهم في إنهاء معاناة الأهالي من ملوحة المياه وتذبذب الإمدادات، عبر اعتماد تقنية حديثة تواكب المعايير العالمية في تحلية مياه البحر”.

وأوضح أن المشروع “سيقام على مساحة 50 ألف متر مربع قرب مخازن الكزيرة، ويضم محطة سحب بسعة 8 آلاف متر مكعب في الساعة، ومحطة تحلية رئيسية بطاقة إنتاجية تصل إلى 3 آلاف متر مكعب في الساعة من المياه الصالحة للشرب، قادرة على معالجة مياه ذات ملوحة تصل إلى 35 ألف جزء في المليون“.

وأضاف أن “مدة تنفيذ المشروع تبلغ 700 يوم وتشمل مراحل التصميم والتوريد والتنفيذ والتشغيل، مع التزام الشركة المنفذة بأعمال الصيانة لمدة خمس سنوات بعد الإنجاز”.

احتجاجات على أزمة الملوحة
يأتي هذا المشروع بعد أيام من تظاهرات شعبية شهدتها مناطق التميمية والحيانية والعشار في البصرة، تنديداً بتفاقم أزمة ملوحة المياه، حيث قطع المتظاهرون الطرق وأشعلوا الإطارات مطالبين بحلول عاجلة.

كما أمهل أهالي قضاء شط العرب الحكومة المحلية أربعة أيام فقط لإيجاد حلول جذرية قبل تصعيد الاحتجاجات، محذرين من تفاقم الكارثة البيئية والإنسانية في حال استمرار تدهور نوعية المياه.

تحليل: تحلية البحر كخيار استراتيجي للمستقبل
يرى خبراء المياه أن المشروع يمثل نقلة نوعية في إدارة الموارد المائية في جنوب العراق، خصوصاً مع تصاعد تأثير التغير المناخي وتراجع الإمدادات المائية من نهري دجلة والفرات. ويُتوقع أن يسهم المشروع في تحقيق أمن مائي مستدام وتقليل الاعتماد على المصادر التقليدية.