دوقية لانكستر ومزارع الرياح تدر الملايين.. كيف تضاعفت ثروة العائلة المالكة البريطانية؟

تفوّق على ثروة والدته الراحلة إليزابيث الثانية بفضل استثمارات ضخمة وإعفاءات ضريبية ملكية
شهدت ثروة الملك تشارلز الثالث ارتفاعًا غير مسبوق خلال عام واحد، وفقًا لتصنيفات قائمة أثرياء “صنداي تايمز” البريطانية، إذ ارتفعت من 40 مليون دولار إلى نحو 854 مليون دولار، ليتجاوز بذلك ثروة والدته الراحلة الملكة إليزابيث الثانية، التي بلغت عام 2022 نحو 493 مليون دولار.
استثمارات وإعفاءات ضريبية وراء الارتفاع
ويُعزى هذا الارتفاع الكبير إلى محفظة الاستثمارات الواسعة التي ورثها تشارلز عن والدته، إلى جانب الإعفاء من ضريبة الميراث التي تصل عادة إلى 40% على الأصول الكبيرة في المملكة المتحدة.
ويُعتبر هذا الإعفاء أحد الامتيازات التاريخية للعائلة المالكة، التي لا تخضع لنظام الضرائب المطبق على الأفراد العاديين.
دوقية لانكستر.. مصدر الدخل الأكبر
تُعد دوقية لانكستر (Duchy of Lancaster)، وهي من أقدم ممتلكات التاج البريطاني، أبرز مصادر دخل الملك تشارلز الثالث.
وتشمل الدوقية أكثر من 18 ألف هكتار من الأراضي والعقارات في مناطق متعددة داخل بريطانيا، وتُقدّر قيمتها بنحو 654 مليون جنيه إسترليني (نحو 830 مليون دولار)، وتُدر أرباحًا سنوية تقارب 20 مليون جنيه إسترليني تُستخدم لتمويل النفقات الخاصة للملك وأسرته.
ثروات الأمراء: ويليام وهاري في المقارنة
في المقابل، تُقدّر ثروة الأمير ويليام بنحو 100 مليون جنيه إسترليني، تأتي غالبيتها من دوقية كورنوال (Duchy of Cornwall)، التي انتقلت إليه بعد اعتلاء والده العرش.
أما الأمير هاري، فتبلغ ثروته نحو 45 مليون جنيه إسترليني، مصدرها الإرث الملكي وصفقاته الإعلامية مع مؤسسات مثل “نتفليكس” و”سبوتيفاي”.
زيادة المنحة السيادية بفضل مشاريع الطاقة المتجددة
كشفت مؤسسة التاج الملكي (The Crown Estate) أيضًا عن ارتفاع “المنحة السيادية” (Sovereign Grant)، التي تموّل الأنشطة الرسمية للعائلة المالكة، من 86 مليون دولار إلى 170 مليون دولار سنويًا خلال العامين المقبلين.
ويعود هذا النمو إلى الأرباح القياسية من مشاريع مزارع الرياح البحرية التي بلغت قيمتها 1.15 مليار جنيه إسترليني، وهو ما يعكس التوجه المتزايد نحو الاستثمار في الطاقة المتجددة كجزء من موارد الدخل الملكي.
إمبراطورية مالية متنامية
وبذلك، تواصل المؤسسة الملكية في بريطانيا تعزيز حضورها الاقتصادي والمالي من خلال إدارة ذكية للممتلكات التاريخية والاستثمارات الحديثة.
ويرى خبراء الاقتصاد أن ثروة الملك تشارلز الثالث مرشحة للزيادة خلال الأعوام المقبلة، خصوصًا مع نمو عوائد الطاقة النظيفة والعقارات الفاخرة التي تشكل العمود الفقري لاقتصاد التاج البريطاني.