بعد قرار تركيا وقف اتفاق تصدير النفط.. 3 سيناريوهات أمام العراق لإيصال نفطه

بعد قرار تركيا وقف اتفاق تصدير النفط.. 3 سيناريوهات أمام العراق لإيصال نفطه

تركيا تُربك خارطة تصدير النفط العراقي

كشفت صحيفة “الأخبار” اللبنانية في تقرير مفصّل، عن أبرز السيناريوهات المحتملة أمام العراق لتصدير نفطه بعد قرار تركيا الأخير بعدم تجديد اتفاقية تصدير النفط عبر أراضيها، وهي الاتفاقية التي امتدت لنحو خمسة عقود. القرار يفتح الباب أمام تغيّر جذري في خارطة أنابيب النفط في الشرق الأوسط، ويفرض على العراق البحث عن بدائل جيوسياسية واستراتيجية معقّدة.

ثلاثة خيارات أمام العراق… وتركيا تُعيد رسم الخريطة

1- توسيع الاعتماد على ميناء الفاو

يتمثل الخيار الأول في زيادة كميات التصدير عبر ميناء الفاو في الجنوب، وهو خيار عملي لكنه يواجه عدة معوقات، منها:

  • محدودية القدرة الاستيعابية للميناء

  • مخاطر الملاحة الدولية في ظل التوترات في مضيق هرمز

  • الاعتماد شبه الكلي على الخليج العربي، ما يجعل العراق عرضة لأي تطورات سياسية أو عسكرية في المنطقة
    ويُعد هذا الخيار حلًا مساعدًا لكنه لا يصلح كبديل استراتيجي دائم.

2- مشروع خط أنابيب العراق – الأردن (العقبة)

الخيار الثاني الذي طُرح منذ سنوات، يتمثل في مدّ خط أنابيب من البصرة إلى ميناء العقبة الأردني.
مزاياه:

  • كلفة أقل من إنشاء خط بديل مع تركيا

  • مردود اقتصادي جيد للأردن من خلال رسوم العبور والنفط المخفض

  • تخفيف الاعتماد على تركيا

لكن المشروع يواجه تحديات مالية وفنية، أبرزها حاجة الأردن إلى تمويل خارجي لتنفيذه، رغم كونه الخيار الأكثر جدوى اقتصاديًا من وجهة نظر بغداد.

3- العودة إلى سوريا عبر “بانياس”

الخيار الثالث هو إحياء خط الأنابيب العراقي القديم عبر الأراضي السورية إلى ميناء بانياس، أو إنشاء خط جديد موازٍ له.
لكن هذا الخيار محفوف بتحديات كبيرة:

  • وجود تنظيم داعش في بعض المناطق الواقعة على مسار الخط

  • التكلفة العالية لإعادة بناء أو صيانة الخط

  • العقوبات الغربية على دمشق

  • مخاطر بيئية وهجمات محتملة

  • الرفض السياسي لبعض القوى العراقية لهذا المسار

ورغم توقيع مذكرات تفاهم سابقة بين بغداد ودمشق، فإن المشروع لا يزال مجمدًا بسبب الوجود الأميركي في قاعدة التنف والانقسام السياسي داخل العراق.

صراع سياسي وجيوسياسي على أنابيب النفط

تركيا تبحث عن صيغة جديدة

الصحيفة لفتت إلى أن تركيا لن تتخلى بسهولة عن دورها كوجهة رئيسية لصادرات النفط العراقي، مشيرة إلى تسريبات عن رغبة أنقرة بإنشاء خط جديد بين البصرة وميناء جيهان بطاقة 2.2 مليون برميل يوميًا، ما يعني أنها تريد البقاء في اللعبة ولكن بشروط جديدة تُعيد رسم التوازنات.

سوريا خارج الخريطة؟

تشير “الأخبار” إلى احتمال إقصاء سوريا من خارطة الطاقة في حال نجاح التفاهمات العراقية – الأردنية، أو بقاء العراق تحت ضغط التفاهم مع تركيا، مما يعني خسارة طويلة الأمد لسوريا على مستوى الإيرادات والوزن الجيوسياسي.
وترى الصحيفة أن أنقرة قد تستغل علاقاتها الحالية مع دمشق لتعطيل أي مشروع نفطي عبر الأراضي السورية.

مشاركة