دراسة حديثة: “أقمار مصغّرة” من القمر تدور مؤقتاً حول الأرض

دراسة حديثة: “أقمار مصغّرة” من القمر تدور مؤقتاً حول الأرض

شظايا قمرية تسبح في الفضاء القريب

كشفت دراسة فلكية حديثة عن ظاهرة غريبة قادمة من القمر، حيث تبين أن شظايا صغيرة من سطحه قد تنجرف إلى مدار الأرض وتدور حولها لفترات مؤقتة، قبل أن تستكمل رحلتها في مدار الشمس. هذه الأجسام، التي يطلق عليها علماء الفلك اسم “الأقمار المصغرة”، تمثل تحديًا كبيرًا في رصدها بسبب صغر حجمها وسرعتها الهائلة.

من القمر إلى مدار الأرض.. ثم إلى الشمس

تتشكل هذه الأقمار المصغرة نتيجة النيازك التي تصطدم بسطح القمر، ما يؤدي إلى تطاير شظايا بأحجام متفاوتة في الفضاء.

  • غالبًا لا يتجاوز حجم هذه القطع مترين.

  • تتحرك بسرعة عالية تجعل الشمس تلتقط معظمها بفعل جاذبيتها.

  • لكن بعض القطع تدخل في مدار الأرض مؤقتًا، ثم تعود لاحقًا إلى مسارها حول الشمس.

رصد أول “قمر مصغر” معروف

في عام 2016، تمكن تلسكوب “بان-ستارز1” في هاواي من رصد جسم غريب سُمي “كامو أواليفا”. وبعد تحليل دقيق، تبين أنه قطعة من القمر، يُعتقد أنها انفصلت عنه قبل ملايين السنين نتيجة اصطدام ضخم شكل فوهة “غوردانو برونو” على سطح القمر.

هذا الاكتشاف دفع العلماء إلى إعادة النظر في فهمهم لمصادر الأقمار المصغرة، وفتح الباب لدراسات جديدة حول طبيعتها ومساراتها.

ستة أقمار مصغرة في مدار الأرض؟

اعتمادًا على نماذج محاكاة حاسوبية متقدمة، قدر الباحثون أن هناك في أي لحظة ما بين 6 إلى 7 أقمار مصغرة تدور حول الأرض، بشكل غير منتظم.
ويستغرق كل قمر مصغر نحو تسعة أشهر في المتوسط ليكمل دورته قبل أن يغادر مدار الأرض.

لكن العلماء يؤكدون أن هذه الأرقام تظل تقديرية بسبب صعوبة الرصد ودقة البيانات.

تحديات الرصد والتعرف

رغم التطور في التلسكوبات والتقنيات، فإن صغر حجم هذه الشظايا وسرعتها العالية يجعل من رصدها وتحديد طبيعتها تحديًا كبيرًا.
فعند تصويرها، تظهر عادة كـ خطوط طويلة في الصور الفلكية، بدلاً من نقاط واضحة، ما يُصعّب من عمليات التتبع والتعرف عليها عبر برامج الحاسوب.

فرص علمية للبعثات الفضائية

ورغم صعوبات الرصد، يرى العلماء أن هذه الأقمار المصغرة قد تمثل هدفًا مثالياً لبعثات الفضاء المستقبلية.

  • تتطلب وقودًا أقل للوصول إليها مقارنة بالكويكبات البعيدة.

  • تتيح فرصة فريدة لدراسة مواد قمرية من خارج سطح القمر مباشرة.

  • قد تساعد في فهم تاريخ القمر وتكوينه، والانفجارات الكونية التي شكلت النظام الشمسي.

مشاركة