تقرير: سياسات ترامب تغيّر النظام العالمي بوتيرة غير مسبوقة

كشف تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ينتهج سياسات تُعيد تشكيل النظام العالمي بسرعة غير مسبوقة، من خلال إعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية، وممارسة ضغوط على الحلفاء، وإعادة توجيه الاقتصاد الأمريكي نحو أولويات جديدة.

تحولات مفاجئة تثير قلق القادة العالميين

أشار التقرير إلى أن وتيرة التغييرات التي يتبناها ترامب أثارت قلق القادة العالميين، والمشرّعين، والرؤساء التنفيذيين، الذين يحاولون التكيف مع هذه التحولات المفاجئة، والتي تشمل قطاعات حيوية مثل الرعاية الصحية، والتعليم، وسلاسل التوريد العالمية.

كما أوضحت الصحيفة أن إدارة ترامب تعمل على تقليص حجم بعض الوكالات الفيدرالية، بما في ذلك وكالة المساعدات الدولية، إلى جانب تخفيف السياسات البيئية المتعلقة بتغير المناخ، في خطوة تعكس توجهات الإدارة نحو تقليل التدخل الحكومي في الاقتصاد.

قرارات اقتصادية حاسمة وتأثيراتها

من بين أبرز القرارات التي اتخذها ترامب، كان تجميد الإنفاق الفيدرالي على عدة برامج، وهو الإجراء الذي أوقفته المحاكم بشكل مؤقت. كما هدد بفرض رسوم جمركية مرتفعة على البضائع الكندية والمكسيكية، قبل أن يتراجع عن القرار لاحقًا.

ورغم ذلك، فإن التهديد بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% أدى إلى اضطرابات في السوق، حيث أعلنت شركات كندية، مثل شركة ساوث شور للأثاث، تسريح عدد من موظفيها بسبب توجه المستهلكين إلى شراء المنتجات من آسيا بدلاً من كندا.

مخاوف الشركات من تداعيات السياسة الاقتصادية

في بداية عام 2025، أعرب العديد من الرؤساء التنفيذيين عن تفاؤلهم بسياسات ترامب الاقتصادية، متوقعين تخفيضات ضريبية وبيئة أعمال أكثر تحررًا، إلا أن تصاعد استخدام الأوامر التنفيذية والقرارات المفاجئة أثار مخاوفهم بشأن الاستقرار الاقتصادي.

وأشار التقرير إلى أن بعض الشركات الناشئة في قطاع الطاقة، مثل شركة سولار هولر، تواجه صعوبات بسبب تجميد 6.2 مليون دولار من التمويل الفيدرالي المخصص لمشاريعها، مما أدى إلى تعليق عشرات المشاريع التي تم تنفيذها بالفعل.

انعكاسات على القطاعات الحيوية

إلى جانب الشركات، تأثرت القطاعات الصحية أيضًا، حيث أُجبرت شبكة صحية في ولاية فرجينيا على إغلاق نصف عياداتها الست بسبب تعليق تمويل المنح الفيدرالية، وهو ما أثر على الخدمات المقدمة للمرضى. ووفقًا لمتحدث باسم جمعية الصحة المجتمعية في الولاية، فإن نحو ثلث أعضائها لم يتمكنوا من الحصول على التمويل الفيدرالي المطلوب.

هل تستمر هذه التحولات؟

يؤكد التقرير أن سياسات ترامب تواصل إحداث تحولات كبيرة في المشهدين السياسي والاقتصادي، مما يفرض تحديات على الداخل الأمريكي والعلاقات الدولية. ومع استمرار الجدل حول هذه القرارات، يبقى التساؤل مفتوحًا حول مدى تأثيرها على المدى الطويل.