قصة إصرار وابتكار.. طالب عراقي يحوّل معاناته الصحية إلى مشاريع تقنية تخدم ذوي الهمم
ابتكار من قلب المعاناة
تمكن الطالب عمر محمد خضير، من مدرسة الموهوبين في الأنبار، من تحويل معاناته الصحية إلى مشاريع تقنية تخدم المجتمع، عقب مشاركته في معرض “العيش باستقلالية” المقام على هامش القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية في الدوحة بين 6 و8 تشرين الثاني، بحضور وزراء وسفراء عرب.
معرض يعزز دمج ذوي الإعاقة
ويأتي المعرض ضمن برنامج “العيش باستقلالية” المنبثق عن خطة العمل العربية للشؤون الاجتماعية (2023–2033)، الهادفة إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصادياً واجتماعياً عبر الانتقال من المقاربة الخيرية إلى نهج مستدام وشامل يرتبط بأجندة التنمية.
مشاريع تقنية لخدمة ذوي الهمم
ومثّل عمر العراق خلال الفعالية من خلال مجموعة مشاريع في البرمجة والذكاء الاصطناعي، تضمنت تطبيقات رقمية مخصصة لدعم ذوي الهمم، وتسهيل التعلم والحركة والتواصل، بما يرفع قدرتهم على إدارة حياتهم اليومية باستقلالية أكبر.
أصغر المشاركين سناً بإنجاز نوعي
وذكر القائمون على المعرض أن عمر كان أصغر المشاركين سناً، وأن مشاريعه قدمت حلولاً عملية يمكن تطويرها ضمن حاضنات الأعمال العربية، خصوصًا في الابتكارات الموجهة للفئات الأكثر هشاشة.
إشادة عربية واسعة
وحظي الطالب العراقي بإشادة وزراء وسفراء عرب وزوار المعرض، الذين أثنوا على مبادراته وابتكاراته في مجال الذكاء الاصطناعي، مؤكدين أهمية دعم الطاقات الشابة وربط التكنولوجيا بمسارات العدالة والتنمية الاجتماعية.
دعم رسمي واهتمام حكومي
من جانب آخر، أوضحت والدته، رنا ضرار، أن مشاركته في القمة أسهمت في فتح قنوات تواصل رسمية داخل العراق، حيث تلقى دعوة من مستشار رئيس الوزراء عدنان السراج، الذي استضافه وأعرب عن اعتزازه بجهوده ومشاريعه.
لقاء رسمي وتأكيد على الدعم
وبيّنت أن المستشار استمع إلى أفكار عمر وطموحاته، ووعد بدعمه والمتابعة المستمرة لمسيرته العلمية، إلى جانب تهيئة فرصة مستقبلية للقاء رئيس الوزراء لعرض هذه المبادرات على مستوى أعلى من صناع القرار.
الاهتمام الطبي… خطوة لإزالة العوائق
وأشارت إلى أن الأسرة تلقت وعوداً رسمية بإحالة ملف عمر الصحي للجهات المختصة، في محاولة لإيجاد بدائل علاجية أكثر فاعلية تخفف من آثار مرضه الوراثي.
إصرار رغم الهيموفيليا
ويعاني عمر من مرض نزف الدم الوراثي (الهيموفيليا)، وهو اضطراب نادر يجعل الإصابات البسيطة خطراً كبيراً، ما فرض عليه منذ طفولته قيودًا صحية وعلاجات مستمرة، كانت دافعاً له للتوجه نحو البرمجة والذكاء الاصطناعي بهدف ابتكار حلول لمساعدة المرضى وذوي الإعاقة.
طموح مفتوح نحو المستقبل
وتؤكد والدته أن عمر يواصل تطوير أدواته البرمجية ومشاريعه بما ينسجم مع المعايير العالمية، مستفيداً من دعم أسرته ومدرسته والمؤسسات الرسمية، بما يفتح له آفاقاً للمشاركة في فعاليات دولية تمثل العراق بكفاءة شبابه.

