كيف تؤثر العواصف الشمسية على شبكات الكهرباء والاتصالات؟

عاصفة جيومغناطيسية من الدرجة G2 تضرب الأرض خلال 48 ساعة
حذّرت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي الأمريكية (NOAA) من اقتراب أربع دفقات قوية من الطاقة الشمسية تتجه نحو الأرض، يُتوقع أن تؤدي إلى عاصفة جيومغناطيسية متوسطة (G2) يوم الخميس 16 أكتوبر 2025، مع احتمال تأثيرها على شبكات الكهرباء والاتصالات وأنظمة الملاحة (GPS).
كيف تنشأ العواصف الجيومغناطيسية؟
تحدث العواصف الجيومغناطيسية عندما تطلق الشمس انبعاثات كتلية إكليلية (CMEs)، وهي سحب ضخمة من الجسيمات المشحونة تنفجر من الغلاف الخارجي للشمس وتصطدم بالمجال المغناطيسي للأرض.
ويؤدي هذا الاصطدام إلى تموجات واضطرابات في المجال المغناطيسي الأرضي، ما قد ينعكس على عمل الأقمار الصناعية، أنظمة الملاحة، والإشارات اللاسلكية.
ووفق NOAA، انطلقت هذه الانبعاثات خلال الفترة من 11 إلى 13 أكتوبر، ويتوقع وصولها إلى الأرض على موجات متتابعة بين 15 و17 أكتوبر.
عالمة فضاء تحذر: العاصفة قد تزداد قوة مع تداخل الانفجارات
قالت عالمة الطقس الفضائي تاميثا سكوف:
“تصل العواصف ابتداءً من منتصف نهار 15 أكتوبر، وقد تستمر آثارها حتى أوائل 17 أكتوبر، بافتراض أن الشمس لا تطلق المزيد من الانبعاثات الموجهة نحو الأرض”.
وأوضحت أن الانفجار الأول سيكون ضعيفاً نسبياً، لكن الانفجارات الثلاثة التالية متداخلة وقد تتصادم عند وصولها، مما قد يضاعف قوتها وتأثيرها على الغلاف المغناطيسي للأرض.
نشاط شمسي غير مسبوق هذا الأسبوع
شهدت الشمس خلال الأيام الماضية نشاطاً مغناطيسياً مرتفعاً بسبب مجموعة ضخمة من البقع الشمسية الداكنة (AR4246)، والتي تمتاز بمجالات مغناطيسية معقدة ومتشابكة قادرة على إطلاق توهجات شمسية قوية.
وقد رُصدت عدة توهجات من الفئة M، بينها توهج M2.7 في 13 أكتوبر، أطلق بدوره انبعاثاً كتلياً إكليلياً (CME) يتجه بسرعة نحو الأرض، وهو من أبرز مسببات العاصفة الحالية.
تأثيرات العاصفة على الأرض
يتوقع الخبراء أن تؤثر العاصفة الجيومغناطيسية على المناطق الشمالية من الولايات المتحدة وكندا بشكل رئيسي، حيث ستكون ظاهرة الشفق القطبي (Aurora Borealis) مرئية بوضوح في ولايات مثل نيويورك وأيداهو ومينيسوتا.
وخلال النشاط الأشد، قد تمتد الظاهرة إلى مناطق أبعد جنوباً مثل أيوا وشمال إلينوي.
أما التأثيرات التقنية المتوقعة، فتشمل:
-
تقلبات بسيطة في الجهد الكهربائي ضمن شبكات الطاقة في خطوط العرض العليا.
-
تداخل مؤقت في إشارات الراديو والـGPS خصوصاً على مسارات الطيران القطبي.
-
احتمال اضطراب الاتصالات الفضائية على ارتفاعات عالية.
تزايد النشاط الشمسي يرفع احتمالات العواصف المستقبلية
تشير دراسات حديثة إلى أن قوة الرياح الشمسية ازدادت منذ عام 2008، سواء من حيث السرعة أو الكثافة أو المجال المغناطيسي، مما يعني أن العواصف الشمسية القوية قد تصبح أكثر تكراراً في السنوات المقبلة، مع آثار محتملة على التكنولوجيا الحديثة وشبكات الاتصالات العالمية.