متحف الأحجار الكريمة في أربيل.. التقاء العلم بالجمال في قلب التاريخ

متحف الأحجار الكريمة في أربيل.. التقاء العلم بالجمال في قلب التاريخ

أول متحف متخصص من نوعه في العراق

في قلب قلعة أربيل الأثرية، التي تشهد على آلاف السنين من التاريخ، يضيء متحف الأحجار الكريمة والحفريات بنوره العلمي والجمالي، ليحكي قصصاً تعود إلى عصور جيولوجية سحيقة، ويجمع بين عبق الماضي ومكنوزات الأرض النادرة.

يُعدّ المتحف الأول من نوعه في العراق وإقليم كوردستان، ويقع داخل مبنى قديم مكوّن من طابقين في القلعة، حيث يحتضن أكثر من 700 قطعة فريدة جُمعت من أنحاء مختلفة من العالم، من بينها أميركا اللاتينية وروسيا وآسيا.
وتتنوع المعروضات لتشمل حفريات وكائنات بحرية منقرضة وأحجاراً كريمة نادرة، تمثل فترات مختلفة من التاريخ الجيولوجي للأرض.

شغف طفولي تحوّل إلى إنجاز وطني

يقف خلف هذا الصرح الفريد سربست مجيد عمر، مؤسس ومدير متحف أربيل الجيولوجي، الذي حوّل شغفه بجمع الأحجار إلى مشروع وطني فريد.
يقول عمر إن اهتمامه بالأحجار بدأ منذ الطفولة في المناطق الجبلية شمال العراق، قبل أن يتحول إلى دراسة أكاديمية في كلية العلوم – قسم الجيولوجيا، لتصبح الهواية شغفاً علمياً ومشروعاً ثقافياً متكاملاً.

وأوضح أن جمع هذه التوليفة النادرة استغرق أكثر من 40 عاماً، جرى الحصول على معظمها بالشراء، إلى جانب قطع نادرة مُهداة من جامعين ومؤسسات علمية. ويؤكد أن الهدف من المتحف علمي في المقام الأول، لتثقيف الزوار حول القيمة الجيولوجية للأحجار والحفريات، بعيداً عن الجانب التجاري أو التاريخي التقليدي.

تحديات وبداية من الصفر

يروي عمر أن أكبر التحديات كانت مادية، إذ احتاج لسنوات طويلة لتأمين نفقات شراء القطع خلال دراسته الجامعية، ثم واجه لاحقاً صعوبة في إيجاد مكان ملائم لتخزينها وحفظها، إلى أن تحقق حلمه أخيراً بتأسيس المتحف داخل قلعة أربيل التاريخية.

نيازك وحفريات نادرة

يفتخر المتحف بضمّه قطعاً نادرة ذات قيمة علمية استثنائية، منها:

  • قطعة من نيزك “بلاسيت” يُقدّر عمرها بنحو ملياري سنة.

  • متحجرات “ترايلوبايت” التي تعود إلى نحو 600 مليون سنة.

  • “عقيق البشمركة”، وهو حجر عُثر عليه خلال الحرب ضد تنظيم “داعش”، واتخذ اسمه من لونٍ يرمز إلى زي قوات البشمركة.

وتُستخدم رسوم الدخول لدعم نفقات العاملين وصيانة المتحف، بينما يُخصَّص المتبقي لتوسيع المجموعة وإضافة قطع جديدة.
ويُعد المتحف بيئة مثالية للحفاظ على المعروضات، نظراً لمتانة الأحجار والحفريات وقدرتها على مقاومة التغيرات المناخية.

وجهة علمية وسياحية فريدة

تحوّل المتحف إلى مركز علمي وثقافي وسياحي يستقطب الزوار والباحثين وطلاب الجامعات من مختلف المحافظات وخارج العراق، لما يوفره من تجربة تعليمية غنية ومحتوى بصري مدهش.

الزوار عبّروا عن انبهارهم بالتجربة المميزة داخل القلعة التاريخية، مؤكدين أن المتحف يجمع بين جمال الطبيعة وروح المعرفة، ويُعدّ خطوة رائدة لتعزيز السياحة الثقافية والعلمية في أربيل.

مشاركة