من عدو إلى حليف.. كيف تحولت الأفعى المنتفخة إلى صديق المزارعين؟

ليست آفة.. بل شريك في حماية المحاصيل
كشفت دراسة حديثة نشرت في مجلة Scientific Reports عن دور غير متوقع للأفاعي المنتفخة، التي تعد من أكثر الثعابين انتشارًا في أفريقيا، حيث تلعب دورًا مهمًا في تقليل أعداد القوارض التي تهدد المحاصيل الزراعية، ما يجعلها حليفًا طبيعيًا للمزارعين.
قوارض تتسبب بخسائر بملايين الدولارات
وبحسب الدراسة، تتفشى القوارض بشكل كبير خلال مواسم الأمطار الغزيرة، وتُسبب خسائر سنوية جسيمة للمزارعين الأفارقة. لكن الحفاظ على أعداد صحية من الأفاعي المنتفخة يمكن أن يقلل من هذه الخسائر، دون الحاجة إلى تدخلات كيميائية باهظة الثمن أو ملوثة للبيئة.
خصائص الأفعى المنتفخة
الأفعى المنتفخة تُعد من الزواحف الكبيرة نسبيًا، حيث يمكن أن يصل طولها إلى 1.5 متر، ويبلغ وزنها بين 4.5 و6.8 كيلوغرامات. سميت بهذا الاسم لأنها تنفخ جسمها وتهسهس عند الإحساس بالخطر، وتنتشر في أفريقيا وشبه الجزيرة العربية.
مفترس فعال في مكافحة القوارض
وقال البروفيسور غراهام ألكسندر، أستاذ علم الزواحف بجامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ والباحث الرئيسي في الدراسة، إن الأفعى المنتفخة البالغة يمكنها التهام ما يصل إلى عشرة قوارض في جلسة واحدة، مشيرًا إلى أن الثعابين تستجيب لوفرة الفرائس بزيادة استهلاكها.
تفوق على المفترسات الثديية
ورغم أن الثعابين كائنات ذات دم بارد وتُعرف بمعدل أيض منخفض، إلا أن الدراسة أثبتت قدرتها على رفع استهلاكها من الفرائس إلى 12 ضعف احتياجاتها الأساسية، وهو ما يفوق بكثير قدرة الحيوانات المفترسة الثديية مثل الوشق أو ابن عرس.
شريك في استدامة الزراعة
وأوصت الدراسة بضرورة إدماج الأفاعي المنتفخة ضمن استراتيجيات مكافحة الآفات الزراعية، مشددة على دورها الحيوي في تعزيز استقرار النظم البيئية، وتقليل الاعتماد على المبيدات، ودعم الأمن الغذائي في القارة الأفريقية.
تحذير من سميتها
ورغم فوائدها البيئية، نبّه ألكسندر إلى أن هذه الأفاعي شديدة السمية، وتُعد من أكثر الأنواع تسببًا في لدغات البشر في جنوب أفريقيا، ما يتطلب التعامل معها بحذر وتوعية المجتمعات المحلية بدورها وأسلوب التعامل الآمن معها.