واشنطن تتجه لإلغاء تمويل ملاحقة الانتهاكات في سوريا والعراق.. هل بدأت تصفية العدالة الدولية؟

واشنطن تتجه لإلغاء تمويل ملاحقة الانتهاكات في سوريا والعراق.. هل بدأت تصفية العدالة الدولية؟

التوصية تشمل أكثر من 20 دولة وتثير جدلاً داخل أروقة الإدارة الأميركية

كشفت وكالة رويترز، نقلاً عن مصادر أميركية مطلعة، أن البيت الأبيض أوصى بإنهاء تمويل أكثر من 20 برنامجًا تُعنى بملفات جرائم الحرب والمساءلة الدولية، تشمل دولًا مثل العراق وسوريا والسودان وأوكرانيا، في خطوة مفاجئة أثارت قلقًا حقوقيًا وسياسيًا واسع النطاق.

توصية أولية بانتظار قرار وزارة الخارجية

صدرت التوصية يوم الأربعاء الماضي عن مكتب الإدارة والميزانية في البيت الأبيض، لكنها لا تمثل قرارًا نهائيًا، إذ إنها تُمنح لوزارة الخارجية حق الاستئناف بشأن البرامج التي تراها ضرورية.

ومن المتوقع أن تدور مواجهة داخلية بين المكتب ووزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو وفريقه، حول البرامج التي يجب استمرارها أو إنهاؤها، خاصة تلك المتعلقة بالمساءلة عن الجرائم الدولية.

العراق ضمن الدول المتأثرة

تضمنت الوثائق الحكومية التي اطّلعت عليها رويترز أسماء دول من بينها العراق، حيث تتعلق بعض المشاريع بمتابعة جرائم الحرب والانتهاكات التي ارتكبت خلال النزاعات الداخلية والحرب على الإرهاب، إضافة إلى جهود دعم المؤسسات القضائية المحلية ومنظمات حقوق الإنسان التي توثق هذه الجرائم.

برامج مهددة بالإلغاء

وفق ثلاثة مصادر مطلعة، من أبرز البرامج المعرضة للإلغاء:

  • مشروعات توثيق جرائم الحرب في أوكرانيا، من بينها مشروع مؤسسة “جلوبال رايتس كومبلايانس” المتخصص في جمع الأدلة حول الجرائم ضد الإنسانية كالعنف الجنسي والتعذيب.

  • برامج تتعلق بجرائم جيش ميانمار بحق الروهينجا المسلمين.

  • مشروعات توثق انتهاكات نظام بشار الأسد ضد الأقليات الدينية في سوريا.

سياسة “أمريكا أولاً” تعيد ترتيب الأولويات

تأتي هذه التوصيات ضمن توجه إدارة الرئيس دونالد ترامب لتقليص الدعم الخارجي، حيث جمّدت منذ عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني الماضي، مليارات الدولارات من المساعدات الخارجية، معتبرة أن أموال دافعي الضرائب يجب أن تذهب فقط للبرامج المتوافقة مع سياسة “أمريكا أولاً”.

وأدى هذا التحوّل إلى إغلاق فعلي للوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، وإرباك جهود الإغاثة الإنسانية، وسط تحذيرات من تداعيات ذلك على عمليات توصيل الغذاء والدواء في مناطق الأزمات.

مشاركة