الأكاديمية السويدية ولجنة نوبل: من يرشح وكيف يُقَرَّر الفائز؟

تُعدّ جائزة نوبل في الأدب من أرفع التكريمات الأدبية عالمياً، ويشكل الفوز بها نقطة تحول في مسيرة أي كاتب. لكن وراء هذا البريق مراسم صارمة وآليات دقيقة تعمل عليها الأكاديمية السويدية ولجنة نوبل للأدب لاختيار الفائزين. نستعرض فيما يلي آلية الاختيار والتحديات التي تحيط بها.
دور الأكاديمية السويدية
تتولى الأكاديمية السويدية—المؤسَّسة في ستوكهولم عام 1786—مهمة منح جائزة نوبل في الأدب. تضم الأكاديمية 18 عضواً من الأدباء واللغويين والنقاد، ويقع على عاتقهم مراجعة الترشيحات وإقرار الفائز النهائي، ما يجعل دورهم محورياً في ضبط مصداقية ومكانة الجائزة.
كيف تعمل الأكاديمية؟
تجتمع الأكاديمية سنوياً بعد دورة مراجعات دقيقة للأعمال المرشحة. تخضع الترشيحات والمناقشات لنقاشات معمقة تهدف لاستخلاص الأعمال التي تُمثّل إضافة حقيقية للأدب الإنساني من حيث الأصالة والبعد الإنساني والقيمة الفنية.
من يحق له الترشيح؟
لا يُسمح للعامة بتقديم الترشيحات؛ فالمؤهَّلون لتقديم الأسماء يقتصرون على فئات محددة مثل أعضاء الأكاديمية، الفائزين السابقين، أساتذة الأدب واللغات في جامعات مُنتقاة وخبراء أدبيين مرموقين. يهدف هذا القيد إلى ضمان معايير مهنية ونزاهة في الاختيار.
شروط أساسية للمرشح
-
يجب أن يكون المرشح حيّاً وقت الترشيح.
-
أن يكون للعمل الأدبي قيمة إنسانية وفنية عالية.
-
لا قيود على الجنسية أو اللغة—الجائزة تمنح لأي كاتب ساهم بجهد ملموس في تطوير الأدب الإنساني.
لجنة نوبل للأدب ومهامها
تُشكّل الأكاديمية لجنة مكوَّنة عادة من خمسة أعضاء مهمتهم مراجعة الترشيحات وقراءة الأعمال بعناية، وتحضير تكتلة من الأسماء المقترحة لعرضها على الأكاديمية. تُعد اللجنة حلقة التصفية العملية التي تضع معايير التقييم التفصيلية وتدير النقاش الداخلي.
آلية التقييم واتخاذ القرار
تبدأ اللجنة مراجعتها بمعايير مثل: الأصالة، الجودة الفنية، التأثير الثقافي، والبعد الإنساني. بعد مناقشات معمقة، تُجرى عملية تصويت سرية داخل الأكاديمية لاختيار الفائز. الوصول إلى إجماع يُعد أمراً مرغوباً للحفاظ على مصداقية الجائزة.
السرية والأرشيف
تُحاط عملية الاختيار بسرية تامة؛ إذ تُحظر التسريبات وتبقى ملفات الترشيحات مغلقة في الأرشيف لمدة 50 عاماً قبل إتاحتها للبحث، ما يهدف لحماية العملية من تأثيرات سياسية أو إعلامية وضمان الحكم على الأعمال على أساس الجدارة الأدبية فقط.
الإعلان والتأثير
يُعلن عن الفائز عادة في أكتوبر من كل عام، ويُعدّ حدثاً ثقافياً عالمياً مصحوباً بتغطية إعلامية واسعة. للفوز أثرٌ ملموس: ارتفاع مبيعات الكتب، ترجمات واسعة، وظهور الكاتب في محافل أدبية مرموقة.
محاضرة نوبل
بعد منح الجائزة يقدّم الفائز محاضرة نوبل في احتفالات ديسمبر في ستوكهولم؛ وهي فرصة شخصية وفكرية للتأمل في التجربة الأدبية ودور الأدب في المجتمع.