العراق في مواجهة “السكري الصامت”.. فاحذر الأعراض الخفية!

العراق في مواجهة “السكري الصامت”.. فاحذر الأعراض الخفية!

حوالي 8–11 ٪ من مراجعي الطوارئ العراقيين يكتشفون إصابتهم بالسكري فجأة، المرض الصامت يهدد نصف المصابين دون علمهم.. ودعوات للفحص المبكر

في العراق، كشفت دراسة وطنية ضمن المسح الصحي (STEPS 2015) أن نحو 8.1٪ من البالغين الذين خضعوا للفحوصات كانت لديهم مستويات سكر صيام تساوي أو تتجاوز 126 ملغ/ديسيلتر، وهو ما يشير إلى إصابة مؤكدة بالسكري دون معرفة سابقة. فيما بلغت نسبة السكري المعروف 8.9٪، ما يعني أن قرابة نصف المصابين لا يعرفون أنهم مصابون بالمرض.

وفي دراسة محلية أُجريت في محافظة البصرة، أظهرت النتائج أن 11٪ من السكان كانوا مصابين بالسكري دون علم مسبق، ليصل إجمالي انتشار المرض في المحافظة إلى 19.7٪، بنسبة حالات غير مشخصة تصل إلى 56٪، ما يعكس واقعاً مقلقاً بشأن ضعف الكشف المبكر.

السكري الصامت.. حين يتحدث الطوارئ أولاً

غالباً ما يُكتشف السكري في العراق خلال زيارة إلى قسم الطوارئ بسبب أعراض مفاجئة مثل الدوخة أو الإغماء أو فقدان الوعي، خاصة في أوقات الصيام أو الجفاف. وفي مثل هذه الحالات، تُظهر التحاليل ارتفاعاً في سكر الدم أو قيمة HbA1c تتجاوز النطاق الطبيعي، ما يضع المريض فجأة في خانة التشخيص الأولي.

ويشكل هذا الظهور المفاجئ تحدياً للقطاع الصحي، إذ أن التأخر في التشخيص يزيد من احتمالية المضاعفات القلبية والكلوية والوعائية، وهو ما كان من الممكن تجنّبه بإجراء فحوصات دورية بسيطة.

نسب متفاوتة داخل العراق

من المهم الإشارة إلى أن نسب الإصابة بالسكري غير المشخص تختلف من منطقة إلى أخرى داخل العراق. ففي دراسة محلية أُجريت في مدينة زاخو ضمن إقليم كردستان، بلغت نسبة السكري غير المشخص 2.6٪ فقط، وهي نسبة منخفضة مقارنة بالمعدل الوطني، ما يشير إلى تأثير عوامل مثل نمط الحياة، العمر، ومستوى النشاط البدني والاجتماعي.

دعوة للفحص المبكر والوعي المجتمعي

في ضوء هذه المؤشرات، يوصي المختصون بضرورة تعزيز ثقافة الفحص الدوري داخل المستشفيات والمراكز الصحية، خاصة في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، والتشجيع على التوعية المجتمعية حول أعراض السكري المبكرة، بهدف الحد من الحالات التي تُكتشف بعد فوات الأوان.

مشاركة