المرشح المستقل “ينقرض” من السباق الانتخابي.. من 25% إلى 0.09% فقط

تغيّرات جوهرية تسبق انتخابات 2025
كشفت أرقام المفوضية العليا المستقلة للانتخابات عن تغيّرات كبيرة في الخارطة الانتخابية للعام 2025، مقارنة بالانتخابات السابقة التي أُجريت عام 2021، حيث شهدت نسبة المرشحين المستقلين تراجعًا حادًا، يكاد يُعلن “نهاية” فكرة المرشح الفردي في العراق.
من ربع المشهد إلى الهامش الكامل
في انتخابات 2021، بلغ عدد المرشحين 3523 مرشحًا، بينهم 887 مرشحًا مستقلًا، أي ما يعادل 25% من إجمالي المرشحين، مقابل 44 تحالفًا سياسيًا و267 حزبًا، شكّلوا النسبة المتبقية.
أما في انتخابات 2025، فقد ارتفع العدد الكلي للمرشحين إلى نحو 8000 مرشح، بزيادة تصل إلى 130%، لكن عدد المرشحين المستقلين تقلّص إلى 79 مرشحًا فقط، أي ما يعادل 0.09%، أي تسعة فقط من كل عشرة آلاف مرشح، في تراجع كبير وملفت.
تكتلات تبتلع الفردانية السياسية
تشير هذه الأرقام إلى هيمنة التكتلات السياسية على العملية الانتخابية. إذ بات المرشحون إما ضمن أحزاب، أو ضمن تحالفات تضم عدة أحزاب.
وفي الانتخابات المرتقبة، سُجّل وجود 31 تحالفًا فقط و38 حزبًا غير منضوٍ في تحالفات، ما يعكس اندماج معظم الأحزاب في تحالفات كبرى.
أسباب تراجع المرشح المستقل
يرى مراقبون أن الأسباب تتنوع بين:
-
تعديل قانون الانتخابات، الذي بات يصعّب المهمة على المرشح الفردي.
-
التجربة السلبية لبعض النواب المستقلين في البرلمان الحالي، حيث وُصف بعضهم بـ”المشاغب” أو “غير المؤثر”.
-
ضعف البنية التنظيمية التي تدعم المرشحين المستقلين، مقارنة بالأحزاب التي تمتلك وسائل إعلامية ومالية وتنظيمية ضخمة.
الخارطة النهائية للكيانات
بحسب المفوضية، فإن العدد الكلي للكيانات والمرشحين الذين سيُمنحون تسلسلات في القوائم الانتخابية يبلغ 148 كيانًا وفردًا، في مؤشر على انكماش الفضاء الفردي داخل الانتخابات العراقية المقبلة.