صعود سريع في عالم التواصل

برز اسم “أراتّاي” (Arattai) بقوة في عالم تطبيقات المراسلة الفورية، بعدما تجاوز حاجز 5 ملايين تحميل خلال أيام قليلة فقط، متفوقاً على تطبيقات عالمية مثل تيليغرام وماسنجر وسناب شات في قوائم التحميل لشهر أكتوبر 2025.
التطبيق، الذي يعني اسمه “دردشة” باللغة التاميلية، تم تطويره من قبل شركة زوهو الهندية ضمن منصتها الجديدة للمراسلة.

فخر محلي في مواجهة العمالقة

يعكس النجاح السريع لـ”أراتّاي” موجة الفخر المحلي في الهند، ورغبة المستخدمين في إيجاد بدائل محلية لتطبيقات أجنبية تهيمن منذ سنوات على السوق مثل واتساب.
ويقول سريدهر فيمبو، مؤسس شركة زوهو، إن الهدف من التطبيق هو “توفير وسيلة تواصل خفيفة وسهلة الوصول حتى في المناطق التي تفتقر إلى الإنترنت السريع”.

مناسب للجميع

صُمم “أراتّاي” ليكون خفيفاً وسريعاً ويعمل بكفاءة حتى على الأجهزة منخفضة المواصفات وشبكات الاتصال الضعيفة، مما جعله ينتشر بقوة في المناطق الريفية وشبه الحضرية في الهند.
يوفر التطبيق جميع خصائص المراسلة الأساسية من نصوص ومكالمات ومشاركة ملفات، إلى جانب إصدار خاص لأجهزة التلفزيون بنظام Android TV — وهي ميزة لم تصل إليها تطبيقات كبرى مثل “واتساب” بعد.

ويعد التطبيق خياراً مفضلاً للشركات الصغيرة والمستخدمين الذين يعانون من ضعف الاتصال أو ارتفاع تكلفة البيانات، نظراً لتركيزه على الكفاءة في استهلاك الإنترنت والأداء البسيط.

الثغرة الكبرى: الخصوصية

ورغم الإقبال الكبير، يواجه “أراتّاي” انتقادات حادة تتعلق بالخصوصية، إذ لا يوفّر تشفيراً كاملاً للمحادثات النصية.
فبينما يتم تشفير المكالمات الصوتية والمرئية بالكامل، لا تزال الرسائل النصية تعتمد على تخزين محلي دون حماية من طرف إلى طرف كما في “واتساب”.
وحذّرت جهات أمنية من أن هذا الأسلوب قد يعرّض بيانات المستخدمين لخطر الوصول غير المصرّح به، مما يشكل تحدياً رئيسياً أمام التطبيق لبناء الثقة والمصداقية في سوق أصبحت الخصوصية فيها أولوية قصوى.

في مواجهة الكبار

يحاول “أراتّاي” أن يثبت نفسه كمنصة تواصل شاملة وآمنة، لكن مستقبله مرهون بقدرته على سد فجوة الأمان وتطوير خصائصه بوتيرة تضاهي المنافسين.
ويرى محللون أن ما بدأ كمشروع محلي طموح قد يتحول إلى رمز وطني للتقنية الهندية، وجرس إنذار لشركات التكنولوجيا العالمية بأن عصر الاحتكار الرقمي بدأ يتغير.