حرب شوارع في باخموت وأوكرانيا تؤكد صمود المدينة
أكد قائد مليشيا فاغنر تقدم مقاتليه في مدينة باخموت شرقي أوكرانيا في حين أكد قائد قوات العمليات الخاصة الأوكرانية من الجبهة صمود المدينة بينما تتأهب كييف لاستخدام دبابات ليوبارد الألمانية الصنع.
وقال موقع ريبار العسكري المطلع إن قوات فاغنر تخوض حاليا حرب شوارع عنيفة في المناطق الشمالية من المدينة. ونقلت مراسلة الجزيرة عن وزارة الدفاع الروسية قولها إن القوات الروسية تتقدم من الجهة الشمالية الغربية من باخموت.
من جهته، وصف رئيس شركة فاغنر العسكرية الروسية الخاصة يفغيني بريغوجين الوضع في باخموت بأنه صعب للغاية، مضيفا أن الأوكرانيين يتشبثون بكل متر في المدينة ويصلهم الدعم دون توقف وبإمدادات لا نهاية لها، حسب قوله.
وأضاف بريغوجين، على حسابه في تليغرام، أن المعارك تزداد ضراوة مع تقدم القوات إلى وسط باخموت، ولكن التقدم يستمر بفضل قواته وبفضل السلاح الروسي، نافيا وجود أي خلاف أو نزاع بين مقاتلي فاغنر والقوات المسلحة الروسية.
من جهتها، أعلنت هيئة الأركان الأوكرانية تصدي قواتها لهجمات روسية في محيط مدينة باخموت عند بلدات أوريخوفا فاسيلفكا وهريغوريفكا شمالا وكل من إيفانوفيسك وتشاسيف يار غربا.
كما أشارت الهيئة إلى مواصلة القتال في باخموت، واستمرار محاولات القوات الروسية السيطرة على المدينة، مؤكدة إحباط القوات الأوكرانية محاولة الروس اختراق الدفاعات باتجاه مدينة ليمان شمالي مقاطعة دونيتسك وكوبيانسك شرقي خاركيف.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي إن الوضع حول باخموت لا يزال صعبا، مؤكدا أن وحدات فاغنر الهجومية تتقدم من عدة اتجاهات، في محاولة لاختراق دفاعات القوات الأوكرانية والتقدم إلى أحياء وسط المدينة.
ونشرت القوات البرية في الجيش الأوكراني صورا تُظهر قائد القوات البرية وهو يتفقد قواته على الجبهة الشرقية. وأضاف بيان عسكري أن تلك القوات تعمل على إجبار القوات الروسية على التخلي عن الهجوم من خلال تكبيدها خسائر كبيرة.
وقال قائد القوات البرية الأوكرانية إن وحدات فاغنر تحاول التقدم إلى أحياء وسط باخموت، في حين أكدت قوات حرس الحدود الأوكرانية أنها صدّت محاولة هجوم لمليشيا فاغنر باتجاه المدينة، وذكرت أن اشتباكها المباشر وتبادل إطلاق النار دفع المهاجمين إلى التراجع، وأسفر الهجوم عن مقتل عنصر من فاغنر وأسر آخر.
ورصدت كاميرا الجزيرة طائرات حربية تحلق في سماء جنوب غربي باخموت، بينما سُمعت أصوات انفجارات بالتزامن مع تحليقها.
وأصبحت باخموت المحور الرئيسي للحملة التي تشنها روسيا في الشتاء بمشاركة مئات الآلاف من جنود الاحتياط المجندين حديثا والمرتزقة. وأصبح القتال الدائر منذ شهور للسيطرة على المدينة أكثر معارك قوات المشاة دموية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويصف كل جانب القتال على باخموت بأنه قتال ضارٍ.
من جهته، قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن المعلومات الاستخبارية تصف الوضع في الجبهة الشرقية بأنه صعب جدا ومؤلم جدا. وأضاف “يجب علينا تدمير القوة العسكرية للعدو، وسوف ندمرها”، وأعلن زيادة الدعم المالي للجيش بنحو 13 مليار دولار.
معارك ضارية
ميدانيا أيضا، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في دونيتسك استهداف القوات الأوكرانية ببلدة كراسني لوتش في جمهورية لوغانسك الشعبية بـ6 صواريخ أميركية الصنع من طراز “هيمارس” حيث لقي اثنان حتفهما جراء القصف. وأشارت -في بيان- إلى أن القوات الأوكرانية نفذت القصف صباح اليوم الثلاثاء.
وأضافت أن القصف الأوكراني استهدف اليوم الماضي 8 أحياء سكنية في المنطقة بأكثر من 120 قذيفة وألحقت أضرارا مادية بعدد من المباني السكنية ومنشآت البنية التحتية المدنية.
من ناحيته، أعلن رئيس الإدارة العسكرية في دونيتسك سقوط قتيل و3 جرحى إثر قصف روسي على كراماتورسك. بينما قال مراسل الجزيرة إن إنذارا جويا انطلق في كييف وشمال أوكرانيا بسبب تحركات لـ5 طائرات حربية روسية قرب الحدود الشمالية الشرقية.
دبابات ليوبارد 2
في غضون ذلك، نقلت صحيفة “سايت” (zeit) الألمانية أن الجيش الأوكراني أصبح جاهزًا لاستخدام دبابة القتال الرئيسية “ليوبارد 2” في ساحة المعركة، وذلك بعد أسابيع من التدريب المكثف في ألمانيا.
واختتم عشرات الجنود الأوكرانيين تدريبًا استمر شهرا في إسبانيا على استخدام دبابات “ليوبارد 2” أرسلتها دول غربية لكييف أو وعدتها بذلك، حسب ما أعلنت مدريد أمس الاثنين.
وتتميز دبابات “ليوبارد 2” الألمانية الصنع بمنحها حماية شاملة لطاقمها من التهديدات مثل العبوات الناسفة أو الألغام أو النيران المضادة للدبابات.
صعوبات في تأمين الذخيرة
في سياق متصل، نقلت شبكة “بلومبيرغ” عن مصادر مطلعة قولها إن الاتحاد الأوروبي يواجه صعوبات لسد احتياجات أوكرانيا من الذخيرة في أقرب وقت.
وتوقعت مصادر الشبكة أن يوقع الاتحاد الأوروبي على خطة شراء ذخيرة مشتركة لأوكرانيا خلال الأسبوع الجاري، مشيرة إلى أنه لم تُحدد بعد كيفية تزويد كييف بقذائف 155 مليمترا التي تحتاجها هذا العام.
وبهذا الصدد، قال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إن من المهم الآن تسريع وتكثيف الدعم لأوكرانيا لأن لديهم فرصة للحصول على ميزة حاسمة في المعركة إذا مُنحوا الدعم المناسب.
وأضاف في مقابلة مع محطة “إن بي سي” (NBC) الأميركية أنه في حال قدمت الصين مساعدات لروسيا في أوكرانيا فسيكون ذلك تطورا مقلقا وخطيرا للغاية. وأكد أن الصين تمثل أكبر تهديد لمصالح بلاده الاقتصادية وتشكل تحديا منهجيا للنظام العالمي ومن المهم اتخاذ خطوات وقائية.
تدريبات على الألغام
على صعيد آخر، صرح موظف في إحدى أجهزة الأمن الروسية، لوكالة أنباء “سبوتنيك”، بأن مدربين من دول حلف شمال الأطلسي (ناتو) قاموا في عام 2018 بتدريب أفراد من القوات الأوكرانية على التفجير بالألغام على غرار التدريبات الضرورية اللازمة لتنفيذ هجمات إرهابية ضد المدنيين، وعلى المهارات التي استخدمها الإرهابيون في شمال القوقاز.
وقال الموظف، تعليقا على الصور ومقاطع الفيديو من الهواتف الذكية للجنود الأوكرانيين الذين قتلوا في دونيتسك، والتي حصلت عليها وكالة سبوتنيك: “تم تدريب هؤلاء الجنود في خريف عام 2018 في مركز تدريب دولي”.
وأضاف “هؤلاء الجنود دربهم مدربون يتحدثون البولندية والإنجليزية، وأجروا دروسا مختلفة في التكتيكات والطب والتدريب الهندسي الخاص.. تدريب فوق المتوسط، هذا ليس تدريبا عسكريا عاديا، بل تدريبات لوحدات خاصة بالفعل، على الهجوم على مبان مختلفة، وعلى معاقل وسيارات، وعلى تفتيش السيارات، وأسرى عسكريين معادين، وموضوعات أخرى مختلفة”.
الكرملين والقوة العسكرية
وفي إطار آخر، قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف -اليوم الثلاثاء- إن موقف كييف يعني أن أهداف روسيا في أوكرانيا لا يمكن تحقيقها إلا بالقوة العسكرية.
وألقت موسكو باللوم على كييف في انهيار محادثات بشأن وقف إطلاق النار، بينما قال الرئيس الأوكراني إنه لن يفكر في أي تسوية سلمية للصراع إلا بعد مغادرة القوات الروسية أراضي بلاده.
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن بلاده لا تسعى إلى غزو دول أخرى وفرض الهيمنة عليها بل تعمل فقط على حماية مصالحها وحقوقها.