سنن عيد الأضحى وأحكام الأضحية

سنن عيد الأضحى وأحكام الأضحية

منّ الله سبحانه وتعالى على المسلمين، بأن جعل لهم العيدين ليفرحوا، ويدخل السّرور لقلوبهم، وجعلهما لهم ليشكروه على نعمه العظيمة والكثيرة، وقد سنّ رسول الله -صلى الله عليه وسلّم- للعيد العديد من السّنن المختلفة، يستحبّ للمسلم فعلها واتّباعها في العيدين، ونذكر هذه السّنن تباعاً، كما جعل الإسلام للأضحية في عيد الأضحى العديد من الأحكام الّتي يجب اتّباعها، لتكون الأضحية مقبولةً عند الله تعالى، وليأخذ المسلم أجرها كاملاً بإذن الله تعالى، فأمّا عن سنن عيد الأضحى فهي:

  • التّكبير: يسنّ للمسلم أن يبدأ تكبير الله تعالى منذ أوّل أيّام العشر من ذي الحجّة، ومن الأفضل للمسلم ألّا يترك التّكبير في يوم عرفة وحتّى انتهاء أيّام التّشريق.
  • الرّخصة وجواز اللّهو واللّعب بما هو حلالٌ ومشرّعٌ في الإسلام، ولا يكون في شيءٌ لا يرضي الله تعالى.
  • حضور الرّجال والنّساء لصلاة العيد في المسجد، حيث أنّ هذا الأمر النّبويّ سنّةٌ مؤكّدة عنه صلّى الله عليه وسلّم.
  • حضور خطبة صلاة العيد أو الانصراف دون الاستماع للإمام، أمرٌ اختياريٌّ ولا حرج في على المسلمين.
  • التّجمّل ولبس أحسن الثّياب عند الخروج لصلاة العيد، مع التّطيّب للرّجال دون النّساء.
  • المسير إلى المسجد دون ركوب الدّواب أو آلات النّقل، ومخالفة طريق العودة منه.
  • تهنئة المسلمين بمناسبة العيد المبارك، والدّعاء لبعضهم البعض بقبول الأعمال ودوامها.
  • اجتناب الصّيام في العيدين، فالصّيام فيهما باطلٌ وغير مقبول.
  • الاغتسال قبل الخروج للصّلاة.
  • تأخير المأكل إلى ما بعد صلاة العيد في عيد الأضحى فقط.
  • ذبح الأنعام والتّضحية بها بعد صلاة العيد.

 

أحكام الأضحية

وإنّ أحكام الأضحية كما أمر بها النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- هي الشّروط لتكون الأضحية صحيحةً ومقبولةً عند الله تعالى، فالأضحية ما هي إلّا قربانٌ يُذبح لله تعالى، لينال به المسلم الأجر والقرب وعلوّ المنزلة عند الله سبحانه، وأحكام الأضحية هي:

  • أوّلاً حكم الأضحية: هي من الشّعائر الإسلاميّة العظيمة، وهي بإجماع أهل العلم سنّةٌ مؤكّدةٌ عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وواجبٌ على كل مقتدرٍ ومستطيع، وقد أمر الله تعالى رسوله بالذّبح والنّحر في سورة الكوثر، قال الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.
  • ثانياً شروط صحّة الأضحية: أن تكون الأضحية من بهيمة الانعام كما أمر الله سبحانه وتعالى، أي أن تكون من البقر أو الغنم أو الإبل، ولا شيء غيرهم تصحّ به الأضحية.
  • أن تكون الذّبيحة قد بلغت السّن المشروع في الإسلام، والسّن الشّرعيّة هي سنتان للبقر، وستّة أشهر للضأن، وخمس سنواتٍ للإبل، وسنةٌ للماعز.
  • أن تُذبح الأضحية بعد انتهاء صلاة العيد، وقد أخبرنا رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بأنّ من ذبح قبل صلاة العيد فلا أضحية له ولم يطبّق السّنة، وتجب عليه ذبح أضحيةٍ بعد صلاة العيد لتحسب له.
  • أن تكون الأضحية خاليةً من العيوب البدنيّة والخلقيّة، معافاةً من الأمراض والأسقام والأخطار، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: “أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى”.
  • أن تُذبح بنيّةٍ خالصةٍ لله تعالى، فلا يُقصد بها غير وجه الله -تبارك وتعالى- إطلاقاً، وإلّا فالمسلم قد وقع في الشّرك والعياذ بالله.

أحكام المضحي

بعد الحديث وذكر سنن عيد الأضحى وأحكام الأضحية، لا بدّ من الحديث عن الأحكام الّتي يجب على المسلم أن يتّبعها قبل أن يذبح الأضحية في يوم النّحر، أي أوّل أيّام عيد الأضحى المبارك، والّتي هي:

  • الامتناع عن قصّ الأظافر أو أخذ شيءٍ منها، وكذلك قصّ شعر الرأس أو اللّحية أو البدن أو أخذ شيءٍ منهم.
  • الالتزام بالوقت الّذي شرّعه الإسلام لذبح الأضحية، ويكون بعد الانتهاء من صلاة العيد وانقضائها.
  • الأكل من الأضحية والادّخار منها، وتوزيع أجزاءٍ منها على أهل الحيّ وعلى الفقراء.
  • يستحبّ للمضحّي أن يذبح الضّحيّة بنفسه دون أن يوكّل أحداً عنه، وإن وكّل فلا بأس بذلك.
  • لا يجوز للمضحّي أن يشحذ سكّينه أمام ناظريّ البهيمة، ولا يجوز له ذبحها أمام الأضاحي الأخرى.
  • يجب للمضّحّي أن يلتزم الإحسان وآداب ذبح البهائم، والله أعلم.

ما يسن بعد ذبح الأضحية

قد تحدّثنا سابقاً عن سنن عيد الأضحى وأحكام الأضحية، لكن ما الّذي يسنّ بعد أن يذبح المضحّي أضحيته، فاقد وردت بعض السّنن عن النّبيّ الّذي يستحبّ للمسلم إن ضحّى أن يفعلها، كأن يأكل من ضحيّته ويطعم أهله منها، وكذلك يوزّع أجزاءً منها على الفقراء والمحتاجين، قال الله تعالى في محكم تنزيله: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} وكذلك يجوز ان يوزّع ويهدي منها أقربه وأهل حيّه وأصدقائه ومن أراد والله أعلم.

مكروهات الأضحية في عيد الأضحى

إنّ في الأضحية بعض الصّفات الّتي فضّل أن تكون فيها، فتكون الضّحيّة أفضل وأحسن، كذلك للأضحية مكروهات لو وجدت بها، كُره ذبح والتّضحية بها في عيد الأضحى وقال أهل العلم بانّها لا تجزئ، وهذه المكروهات هي:

  • البهيمة العضباء: أي مقطوعة الأذن أو القرن.
  • المقابَلة: أي البهيمة مشقوقة الأذن عرضاً من الأمام.
  • المدابَرة: أي البهيمة مشقوقة الأذن عرضاً من الخلف.
  • كذلك الشّرقاء: أي البهيمة مشقوقة الأذن طولاً.
  • الخرقاء: البهيمة الّتي خرقت أذنها.
  • المصْفرَة: وهي الّتي أذنها مقطوعةٌ وظهر صماخها.
  • المستأصلة: وهي الّتي استأصل قرنها كاملاً.
  • البخقاء: هي الّتي فقد البصر بعينٍ واحدة.
  • لكن دون أن تفقد عينها كلّها.
  • المشيّعة: وهي البهيمة الضّعيفة الّتي لا تلحق بالقطيع حتى تساق إليه.
  • البتراء: البهيمة مقطوعة الذّيل إلى نصفه.
  • بالإضافة إلى الّذكر من البهيمة الّتي قطع ذكره.
  • البهيمة الّتي فقد بعضاً من أسنانها.
  • البهيمة الّتي قطعت بعضٌ من حلمات ثدييها.
  • وهذه المكروهات إن وجدت في الذّبيحة، فإنّها لا تجزئ والله أعلم.

صلاة عيد الأضحى

قد ورد فيما سبق من الحديث، سنن عيد الأضحى وأحكام الأضحية، وفيما يأتي سيتمّ الحديث عن صلاة عيد الأضحى، إنّ صلاة العيد سنّةٌ نبويّةٌ مؤكّدةٌ بإجماع أهل العلم، فقد روى أبو سعيدٍ الخدريّ -رضي الله عنه- عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ”.

ومن آداب العيد أن يخرج المسلمون رجالاً ونساءً إلى المسجد لأداء صلاة العيد، وحضور خطبة العيد والاستماع إليها، ولقد حدّد العلماء موعد صلاة العيد، فتكون بعد ارتفاع شمس يوم الأضحى مقدار رمح، وبذلك تكون قد زالت حمرة أشعّة الشّمس، أمّا عن كيفيّة أدائها، فقد بيّنت السّنّة النّبوية طريقة أداء صلاة العيد وهي عبارةٌ عن ركعتين اثنتين، تُفتتحان بتكبيرة الإحرام ثمّ يكبّر الإمام والمصلّون سبعاً غير تكبيرة الإحرام، وبعدها تُقرأ سورة الفاتحة، وما تيسّر من القرآن الكريم، ثمّ الرّكوع والسّجود، وفي الرّكعة الثّانية يكبّر المصلّون خمس مرّات، ويقرأون الفاتحة وما تيسّر من الآيات الكريمة، ثم الرّكوع والسّجود والتّشهّد الأخير، وبعد انتهاء الصّلاة يقوم الإمام فيخطب بالنّاس، ويعظهم ويأمرهم بتقوى الله تعالى، كما كان يفعل الرّسول عليه الصّلاة والسّلام، والله اعلم.

 

 

مشاركة