عراقجي يضع شروط إيران لاستئناف المفاوضات مع واشنطن وسط تصعيد نووي وأمني
موقف مشروط بالمصلحة الوطنية
أكد نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة مرهون بما تقتضيه مصلحة بلاده، كاشفًا عن تلقي إيران رسائل من واشنطن بهذا الخصوص. جاء ذلك في مقابلة متلفزة بُثت عبر التلفزيون الرسمي الإيراني، أمس الأربعاء، بالتزامن مع زيارة مرتقبة لوفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى طهران.
علاقات جديدة مع الوكالة الدولية
وأشار عراقجي إلى ضرورة انطلاق مرحلة جديدة في العلاقات بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية في ظل المتغيرات الأخيرة، مؤكدًا أن جدول زيارة الوفد لا يشمل أي تفتيش أو زيارات للمواقع النووية الإيرانية.
المجلس الأعلى للأمن القومي صاحب القرار
وأوضح عراقجي أن المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران هو الجهة الوحيدة المخولة باتخاذ قرارات تتعلق بمستقبل المفاوضات النووية، فيما تلتزم وزارة الخارجية بتنفيذ تلك القرارات دون التدخل فيها.
انتقادات لأداء الوكالة
ووجه عراقجي انتقادات لاذعة لأداء الوكالة الدولية، واصفًا إياه بـ”غير الجيد”، لا سيما في الأشهر الأخيرة، متهمًا الوكالة بإعداد تقارير غير دقيقة تعود إلى ملفات عمرها 20 عامًا، وأدت إلى قرارات وصفها بـ”السيئة” من مجلس المحافظين.
توتر متصاعد وهجمات متبادلة
وشدد عراقجي على أن مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية بات يدرك أن “ظروفًا جديدة تمامًا” فرضت نفسها، خصوصًا بعد رفض الوكالة إدانة الهجمات على المنشآت النووية الإيرانية.
وكان الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان قد أعلن، في الثاني من يوليو/تموز، تعليق التعاون مع الوكالة الدولية على خلفية ما وصفه بـ”الانحياز” في تعاملها مع الملف النووي الإيراني، وهو القرار الذي سبقه تشريع من البرلمان الإيراني لتعليق التعاون مع الوكالة.
تصعيد إقليمي غير مسبوق
وتأتي هذه التطورات عقب تصعيد عسكري كبير، بدأ في 13 يونيو/حزيران الماضي، حين شنت إسرائيل هجومًا واسعًا استمر 12 يومًا على مواقع عسكرية ونووية ومدنية داخل إيران، وأسفر عن اغتيال عدد من القادة العسكريين والعلماء النوويين. وردّت طهران حينها بضرب مقرات عسكرية واستخبارية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة.
وفي 22 يونيو، شنّت الولايات المتحدة هجومًا على منشآت إيرانية مدّعية أنها أوقفت برنامج طهران النووي، لتردّ إيران بعدها بقصف قاعدة “العديد” في قطر. وفي 24 يونيو، أعلنت واشنطن وقفًا لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
اتهامات متبادلة
تتهم الولايات المتحدة وإسرائيل إيران بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، بينما تصر طهران على أن برنامجها النووي سلمي ويهدف لتوليد الكهرباء وليس للتسلح.

