العيد في العراق.. طقوس متجذرة تُحيي الروح وتجمع العائلة

العيد في العراق.. طقوس متجذرة تُحيي الروح وتجمع العائلة

رغم تغيّر الزمن وتبدّل ملامح الحياة، يبقى عيد الأضحى في العراق مناسبة دينية واجتماعية تحمل طقوسًا راسخة تُعيد إلى الواجهة القيم الروحية والعائلية، وتبعث في النفوس مشاعر الفرح والسكينة، حتى في أحلك الظروف.

تكبيرات الفجر.. النداء الأول للعيد

تبدأ أجواء العيد مع انطلاق تكبيرات الفجر، حين تصدح مكبرات الصوت في الجوامع بالتهليل والتكبير، في مشهد روحاني يعيد إحياء مشاعر الإيمان في القلوب. يتجه الرجال والأطفال بملابسهم الجديدة إلى المصليات لأداء صلاة العيد، سواء في الساحات العامة أو الجوامع، وسط أجواء يسودها الصفاء والتسامح.

ذبح الأضاحي.. شعيرة تتجلّى فيها الرحمة

ما إن تنتهي الصلاة، حتى تبدأ الأسر العراقية بأداء سنة الذبح، وهي الشعيرة الأهم في عيد الأضحى، حيث تُذبح الأضاحي من الأغنام أو العجول حسب القدرة. وتُوزّع اللحوم على الجيران والفقراء والأقارب، في مشهد يُجسّد قيم التكافل والعطاء. وتختلف طرق الذبح بين البيوت، أو بالاستعانة بجزارين في الأسواق والمسالخ.

العائلة أولًا.. مائدة لا تكتمل بدون الجميع

الزيارات العائلية من أبرز ملامح العيد، إذ يحرص العراقيون على زيارة الآباء والأمهات وكبار السن، ثم الأقارب والجيران. وتُقدَّم خلال اللقاءات أطباق العيد التقليدية مثل الكبة، الدولمة، البرياني، القوزي، إلى جانب الحلويات الشهيرة كالكليجة والمن والسلوى، برفقة الشاي العراقي الثقيل.

العيد في الريف.. بساطة وكرم متجذّر

في المناطق الريفية والجنوبية، يحتفظ العيد بطابع بسيط دافئ. يتجمع السكان منذ الصباح، وتُذبح الأضاحي بشكل جماعي، ويتعاون الجميع في إعداد الطعام. ويقوم الفلاحون بتوزيع جزء من اللحوم على المارة وعابري السبيل، في تجسيد حيّ لكرم الأرياف المتوارث.

فرحة الأطفال.. عيدية وملابس جديدة

يحظى الأطفال بالنصيب الأكبر من بهجة العيد، إذ تُشترى لهم الملابس الجديدة وتُمنح لهم العيديات من الأهل والأقارب. كما تزدحم المتنزهات وألعاب الشوارع بالضحكات، وتنتشر البسطات التي تبيع الألعاب والحلويات والمفرقعات، ما يضفي أجواءً مميزة على الأحياء الشعبية.

تهاني العيد.. بين دفء الزيارة وبرودة الشاشة

أدخلت التكنولوجيا نمطًا جديدًا في تبادل تهاني العيد، عبر تطبيقات المراسلة ومنصات التواصل، خصوصًا بين من تفصلهم المسافات. ورغم ذلك، لا يزال الكثير من العراقيين يفضلون الاتصال الهاتفي أو الزيارات المباشرة، لما تحمله من دفء إنساني لا تعوّضه الرسائل الإلكترونية.

مشاركة
الكلمات الدلالية: