كشفت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي عن الأسباب العلمية وراء غياب الأمطار في العراق رغم مرور أسابيع من فصل الخريف، مشيرةً إلى أن البلاد ما تزال تحت تأثير منظومة جوية مستقرة وجافة.

المرتفع الجوي شبه المداري.. السبب الأول

ذكرت الهيئة في بيان رسمي أن سيطرة المرتفع الجوي شبه المداري هي السبب الرئيس في استمرار الأجواء الجافة، موضحةً أن هذا المرتفع ينتج عن حركة الهواء الهابط في خطوط العرض 30°±5 شمالاً، ما يؤدي إلى ضغط مرتفع ورياح شمالية شرقية جافة تمنع تشكل الغيوم الممطرة.

غياب المنخفضات المتوسطية

وأشارت الهيئة إلى أن السبب الثاني يتمثل في غياب المنخفضات الجوية القادمة من شرق البحر المتوسط، حيث لم تنحدر حتى الآن أي موجات باردة فعالة نحو العراق، فيما يتموضع التيار النفاث شمالاً، ما يجعل النشاط المطري محصوراً في تركيا وشمال بلاد الشام وبعض مناطق شمال العراق فقط.

ارتفاع درجات الحرارة السطحية

أما السبب الثالث فهو استمرار النشاط الحراري السطحي، إذ ما تزال درجات الحرارة مرتفعة نسبياً في جميع الطبقات الجوية، خصوصاً في المنطقتين الوسطى والجنوبية، ما يقلل من الفوارق الحرارية الضرورية لتكوين حالات عدم استقرار جوي تؤدي إلى هطول الأمطار.

ضعف الرطوبة في الطبقات العليا

وبيّنت الهيئة أن السبب الرابع يعود إلى ضعف الرطوبة الجوية في الطبقات العليا (700 و500 مليبار)، وهو ما يمنع تطور السحب الممطرة حتى في حال حدوث اضطرابات سطحية، حيث تبقى هذه السحب محدودة وغير فعالة.

انتقال موسمي طبيعي

وأوضحت الهيئة أن السبب الخامس والأخير هو أن شهر تشرين الأول يُعد فترة انتقالية بين الصيف والشتاء، وغالباً ما تسود فيها أجواء مستقرة إلى أن تبدأ المنخفضات الفعالة بالظهور في النصف الأول من تشرين الثاني.

توقعات بتحسن فرص الأمطار قريباً

وأكدت الهيئة أن العراق ما يزال تحت تأثير منظومة جوية مستقرة، لكنها توقعت أن تزداد فرص الحالات الممطرة تدريجياً خلال شهر تشرين الثاني مع انخفاض درجات الحرارة واقتراب الكتل الباردة من أجواء البلاد.