“فن الاعتذار” في اليابان.. ثقافة متجذرة تتجاوز الكلمات
اعتذار يتجاوز الشكل التقليدي
في اليابان، لا يُعدّ الاعتذار مجرّد كلمات تُقال عند ارتكاب الخطأ، بل هو طقس اجتماعي وثقافة متكاملة تنبع من القيم العميقة للمجتمع الياباني، حيث يُعدّ التعبير عن الندم والاحترام للطرف الآخر جزءًا أساسياً من الحياة اليومية، سواء في العلاقات الشخصية أو المهنية.
انحناءة الاعتذار.. لغة بلا كلمات
يُعتبر الانحناء أحد أهم أشكال الاعتذار في اليابان، وتختلف درجاته حسب الموقف وشدة الخطأ، حيث تعبر زاوية الانحناء ومدته عن مدى الشعور بالندم والاحترام. ففي القضايا الكبرى، قد يقوم المسؤولون بانحناءة حادة تدوم لعدة ثوانٍ أمام وسائل الإعلام كرمز علني لتحمّل المسؤولية.
الاعتذار في قطاع الأعمال والسياسة
يحتل الاعتذار مكانة بارزة في عالم الأعمال والسياسة اليابانية، فغالباً ما يُقدم المديرون والمسؤولون التنفيذيون اعتذارات علنية عند وقوع فضائح أو إخفاقات، ويصل الأمر أحياناً إلى الاستقالة تعبيراً عن تحملهم المسؤولية الأخلاقية. هذا التقليد لا يُنظر إليه كضعف، بل يُعدّ شجاعة ونزاهة.
الاعتذار لا يُلغِي الخطأ.. لكنه يُعيد الثقة
رغم أن ثقافة الاعتذار في اليابان لا تعني بالضرورة نسيان الخطأ، إلا أنها تُسهم في تهدئة النفوس واستعادة الثقة بين الأفراد والمؤسسات. فالفكرة الأساسية تكمن في إظهار الإخلاص في تحمل العواقب، بدلاً من تبرير الأفعال أو إنكارها.

