خبير أميركي: مراكز الذكاء الاصطناعي أمام تحديات كبيرة في العراق بسبب عدم استقرار الكهرباء
تحذيرات من صعوبات تشغيل مراكز الذكاء الاصطناعي
حذّر خبير الطاقة الأميركي بول سوليفان من أن التوسع في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي داخل الشرق الأوسط، ولا سيما العراق، يواجه تحديات جدية تتعلق باستقرار منظومات الكهرباء والبنى التحتية، مؤكداً أن غياب الكهرباء الموثوقة يجعل تشغيل هذه المراكز “شبه مستحيل” في بعض المناطق رغم الفرص الاقتصادية الكبيرة التي توفرها.
الكهرباء.. العقدة الأكبر
وأوضح سوليفان في حديثه أن العديد من مناطق العراق لا تحظى بمستوى الكهرباء المطلوب لتشغيل مراكز البيانات، مشيراً إلى أن هذه المراكز تتعرض لارتفاعات وانخفاضات مستمرة في استهلاك الطاقة، ما يشكّل عبئاً كبيراً على شبكات الكهرباء، خاصة في الدول التي لم تطور بنيتها التحتية لمثل هذه المتطلبات.
وبيّن أن الغاز سيكون وقوداً أساسياً في تشغيل هذه المراكز، مستشهداً بتجربة الولايات المتحدة حيث يشكل الغاز 40–50% من الوقود المستخدم لإنتاج الكهرباء التي تعتمد عليها مراكز البيانات.
تجارب عالمية ودروس مستفادة
وتحدث الخبير الأميركي عن التجربة الأميركية التي يصفها بأنها “أكبر آلة كهربائية على وجه الأرض”، موضحاً أن توسع مراكز البيانات تسبب برفع أسعار الكهرباء في بعض الولايات، وهو ما أدى إلى ضغوط سياسية على الحكومات.
وأشار إلى أن الإمارات والسعودية تُعدّان الأكثر جاهزية في الشرق الأوسط لاستقبال مراكز الذكاء الاصطناعي، فيما تحتاج مصر وتركيا إلى تطوير أكبر في شبكات الكهرباء لتفادي الأزمات المحتملة.
العراق.. فرص كبيرة وتحديات أكبر
وتناول سوليفان وضع العراق بشكل خاص، مؤكداً أن مراكز البيانات المتطورة تسهم في زيادة كفاءة استخراج النفط والغاز وتحسين إدارة خطوط الأنابيب، ما يعزز تنافسية العراق عالمياً.
لكنه شدّد على أن عدم استقرار الكهرباء يشكل العقبة الأبرز، مشيراً إلى أن “إقليم كردستان قد يكون الأنسب لاحتضان هذه المشاريع نظراً لاستقراره النسبي مقارنة ببعض المناطق الأخرى”.
أهمية الأمن السيبراني والتدريب المحلي
وأكد سوليفان أن تأمين مراكز البيانات على مدار الساعة أمر حاسم، محذراً من أن أي اختراق قد يتسبب بأضرار جسيمة في القطاع الصناعي.
كما شدّد على ضرورة تدريب الكوادر المحلية على استخدام الذكاء الاصطناعي في الصناعة والزراعة والنقل والحكومة والتعليم، محذراً الدول من التأخر عن الركب.
نصائح للدول العربية
ودعا سوليفان إلى أن تعتمد الدول على توليد جزء من الكهرباء “خلف العداد” بشكل مباشر لمراكز البيانات، من أجل عدم تحميل الشبكات العامة ضغوطاً إضافية تؤدي إلى غضب شعبي أو مشاكل سياسية.
وأشار إلى أهمية التعاون الدولي، وخصوصاً دور الولايات المتحدة واليابان في دعم دول الشرق الأوسط لتحسين كفاءة الطاقة وتطوير بنى تحتية ملائمة للذكاء الاصطناعي.
فرصة قد لا تتكرر
وختم بالقول إن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة تاريخية للدول العربية، محذراً من أن من لا يستثمر فيها عبر التخطيط الدقيق، وحماية البيانات، وتطوير الكفاءات المحلية، سيتراجع عن المنافسة في سوق عالمي سريع التطور.

