من يدفع الثمن؟ هكذا تحولت خوارزميات “أوبر” إلى مصدر ثروة للشركة
خوارزميات مجهولة تقود التسعير.. والسائقون أول المتضررين
كشفت دراسة حديثة أجرتها كلية كولومبيا للأعمال في نيويورك أن شركة “أوبر” اعتمدت لسنوات على خوارزميات مجهولة تهدف إلى زيادة أرباحها بشكل ممنهج، على حساب سائقي التطبيق ومستخدميه على حد سواء، وفقاً لما أوردته صحيفة ذا غارديان البريطانية.
واعتمدت الدراسة على تحليل عشرات الآلاف من الرحلات وملايين طلبات الركوب، ما أتاح لها الكشف عن أن سياسة التسعير في “أوبر” ترتكز على تحليل استعداد المستخدم لدفع تكلفة أعلى، واستعداد السائق لقبول نسبة أقل، ما ينعكس مباشرة على هوامش أرباح الشركة.
دراسات متعددة تؤكد: الأرباح على حساب السائقين
ويأتي هذا التقرير بالتزامن مع دراسة أخرى أعدتها جامعة أوكسفورد، تناولت أكثر من 1.5 مليون رحلة داخل المملكة المتحدة، وخلصت إلى نتائج مشابهة، مشيرة إلى انخفاض تدريجي في أرباح السائقين منذ إدخال “أوبر” خوارزمية التسعير المتغير عام 2023، بينما ارتفعت أرباح الشركة بشكل ملحوظ.
وذكرت الدراسة أن متوسط اقتطاع الشركة من قيمة الرحلة بلغ نحو 29%، فيما وصلت في بعض الحالات إلى أكثر من 50%.
6.9 مليارات دولار أرباح في عام واحد
وأكد لين شيرمان، محرر التقرير الأميركي، أن “أوبر” زادت أسعار الرحلات للمستخدمين وخفضت نسب السائقين، وهو ما أدى إلى نمو أرباحها السنوية بشكل قياسي، حيث حققت الشركة 6.9 مليارات دولار في عام 2024، مقارنة بخسائر بلغت 303 ملايين دولار في 2023، بحسب تقرير ذا غارديان.
ووفق دراسة كولومبيا، فإن حصة “أوبر” من أرباح الرحلات ارتفعت من 32% في عام 2022 إلى 42% بحلول نهاية عام 2024، بعد تحليل أكثر من 24 ألف رحلة.
خلفية قانونية مثيرة للجدل
وتأتي هذه النتائج وسط جدل متواصل حول ممارسات “أوبر”، لا سيما بعد حكم المحكمة العليا البريطانية عام 2021 الذي أقر بحق السائقين في الحد الأدنى للأجور والإجازات المدفوعة، إلى جانب تسريبات “ملفات أوبر” عام 2022 التي كشفت عن تعاون الشركة مع جهات أمنية وحكومية في عدة دول.

