تشير التقديرات إلى أنه في عام 2029، سيمر كويكب أكبر من برج إيفل بالقرب من الأرض في حدث كان العلماء حتى وقت قريب يخشون أنه يمكن أن ينذر باصطدام كارثي.
ويأمل العلماء الآن في فحص الكويكب “أبوفيس” (99942 أبوفيس) أثناء اقترابه منا في محاولة لتعزيز دفاعاتنا ضد الصخور الفضائية الأخرى.
وأطلق العلماء اسم “أبوفيس” على الكويكب نسبة إلى الأفعى الشريرة في الميثولوجيا المصرية القديمة، والتي تعد رمزا للشر، حيث كان يعتقد أن الصخرة الفضائية في مسار تصادمي مع الأرض.
وأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية عن تمويل الأعمال التحضيرية لمهمة Ramses والتي سيتم من خلالها إرسال المركبة الفضائية إلى الكويكب لجمع معلومات حول حجمه وشكله وكتلته وطريقة دورانه، بينما يندفع عبر الفضاء.
ويجب أن يتم إطلاق Ramses في أبريل 2028 للسماح للمركبة بالوصول إلى “أبوفيس” في فبراير 2029، أي قبل شهرين من الاقتراب الوثيق من الأرض، لمرافقته خلال هذا المسار المثير.
وستسلط المهمة أيضا الضوء على التركيبة والبنية الداخلية للكويكب “أبوفيس”، بالإضافة إلى مداره، واستكشاف كيفية تغير الكويكب أثناء مروره على بعد 20 ألف ميل (32 ألف كيلومتر) من الأرض، أي نحو عُشر المسافة من كوكبنا إلى القمر، يوم الجمعة 13 أبريل 2029.
وقال الدكتور هولغر كراغ، رئيس مكتب برنامج سلامة الفضاء التابع لوكالة الفضاء الأوروبية: “إن التحليق بالقرب من الأرض فريد تماما”، مضيفا أنه من غير المتوقع أن يقترب أي كويكب من الأرض قبل بضعة آلاف من السنين. و”إذا كانت السماء صافية، فيجب أن تكون قادرا على رؤيتها بالعين المجردة”. وسيكون ذلك ممكنا لنحو ملياري شخص في معظم أنحاء أوروبا وإفريقيا وأجزاء من آسيا.
وسوف يمر أبوفيس بالقرب من الأقمار الصناعية المستقرة بالنسبة إلى الأرض المستخدمة في البث التلفزيوني والملاحة والتنبؤ بالطقس.
وكشف كراغ إنه عند تلك المسافة، سيبدأ الكويكب في التفاعل مع الأرض. وقال: “إن مجال الجاذبية للأرض هو الذي سيعيد تشكيل الكويكب بشكل طفيف، ما يؤدي إلى تغيير شكله”، مشيرا إلى أن سحب الجاذبية يمكن أن يسبب أيضا انهيارات أرضية على سطح الكويكب.
وتابع كراغ أن البيانات التي ستقدمتها مهمة Ramses ستساعد العلماء على فهم الكويكب والمخاطر التي تشكلها مثل هذه الصخور الفضائية.
وقال: “إن هدفنا في الدفاع عن الكواكب ليس إجراء أبحاث علمية على الكويكبات، ولكن وصفها بطريقة يمكننا في يوم من الأيام أن نحيدها عندما تصبح خطيرة”.
وأفادت البروفيسورة مونيكا غرادي من الجامعة المفتوحة، إنه على الرغم من أن معظم الكويكبات كانت في مدارات آمنة إلى حد ما ولم تقترب من كوكبنا، إلا أن الكويكبات التي تعبر الأرض مثل “أبوفيس” مسألة مختلفة. موضحة: “إنها تقترب من الأرض، وهناك احتمال أن يصطدم أحدها بالأرض في يوم من الأيام ويسبب كارثة كبرى. نعتقد أن هذا حدث قبل 65 مليون سنة، عندما تم القضاء على جميع الديناصورات. وإذا كان هناك كويكبا كبيرا وضربنا، فستكون كارثة ستدمر البشرية”.
وبعد اكتشافه في عام 2004، أبقى “أبوفيس” العلماء مستيقظين ليلا بسبب مخاوفهم من احتمال اصطدامه بالأرض أثناء دورانه حول الشمس.
وفي حين استبعدت وكالة ناسا حدوث اصطدام مع اقتراب أبوفيس من الأرض في عامي 2029 و2036، إلا أنه في عام 2021 فقط قال الخبراء إن الاصطدام سيكون غير متوقع لمدة 100 عام قادمة على الأقل.
ومع ذلك، فإن وكالات الفضاء لا تترك أمن الكوكب للصدفة، وبدلا من ذلك تبحث في طرق التعامل مع الكويكبات المرتبطة بالأرض، بما في ذلك مهمة Dart التابعة لناسا، والتي تم فيها اصطدام مركبة فضائية بالكويكب “ديمورفوس” لاختبار ما إذا كان من الممكن تغيير مسار الصخرة الفضائية.