تقييمات استخبارية: يورانيوم إيران لم يتضرر رغم الضربات الأمريكية

صدمة في واشنطن وأوروبا.. وتشكيك في نجاعة الهجوم على البرنامج النووي الإيراني
كشفت صحيفة “تلغراف” البريطانية عن تقييمات استخبارية أوروبية تفيد بأن مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب لم يتأثر بالضربات الجوية الأمريكية الأخيرة على منشآتها النووية، وهو ما شكّل صدمة سياسية داخل الأوساط الغربية، وفتح الباب واسعًا أمام الجدل حول فعالية الهجمات.
اليورانيوم “سليم”.. وموزع خارج فوردو
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أوروبيين أن حكوماتهم تسلمت تقارير استخبارية أولية تشير إلى أن المخزون الإيراني البالغ 408 كيلوغرامات من اليورانيوم المخصب لم يكن متركزًا في منشأة “فوردو” وحدها، بل كان موزعًا في مواقع مختلفة داخل البلاد.
ورغم الضربات، لم تتوفر لدى واشنطن معلومات استخبارية دقيقة تشاركها مع الحلفاء الأوروبيين حول مدى الضرر الذي أصاب القدرات النووية الإيرانية، وفق الصحيفة.
“تأخير لا تدمير”
وأفادت شبكة CNN الأميركية سابقًا، بتقييم استخباري سري يشير إلى أن الضربات لم تُدمّر المكونات الرئيسية للبرنامج النووي، بل أدت فقط إلى تأخيره لبضعة أشهر، وهو ما اعتبره بعض المراقبين فشلًا في تحقيق أهداف استراتيجية حاسمة.
ورفضت إدارة الرئيس دونالد ترامب هذه التقييمات، معتبرة أن التسريبات تهدف لتقويض صورة الضربات وفعاليتها.
ترامب: “المنشآت مُحيت بالكامل”
في المقابل، جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أمس الخميس، تأكيده أن المنشآت النووية الإيرانية “مُحيت بالكامل”، مؤكدًا أن الضربات الجوية كانت دقيقة ولم يُنقل شيء من منشأة فوردو قبل القصف.
ووصف ترامب المؤتمر الصحفي الذي جمعه بوزير الدفاع بيت هيغسيث ورئيس الأركان دان كين بأنه “الأكثر احترافية”، مهاجمًا ما وصفه بـ”وسائل الإعلام الكاذبة” وداعيًا إلى إقالة المسؤولين عن التسريبات.
تصريحات متضاربة.. والبرنامج مستمر
من جهته، قال وزير الدفاع الأميركي إن معلومات CIA تؤكد أن الضربات أخرت برنامج إيران النووي لسنوات، مشيرًا إلى أن طهران تحاول تضليل الرأي العام بإعلانات غير دقيقة.
في المقابل، اعترف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بحدوث أضرار “جدية” في بعض المنشآت، بينما نقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني أن معظم اليورانيوم في فوردو نُقل قبل الضربة، في ما يبدو استباقًا للهجوم الأميركي.